اسرار| لإدخال نفطها الإيراني.. مليشيات الحوثي تفتعل أزمة مشتقات نفطية في مناطق سيطرتها

ازمة مشتقات نفطية مفتعلة في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية

 

 

 

#اسرار_سياسية . متابعات.

تشهد العاصمة صنعاء وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، أزمة مشتقات نفطية منذ نهاية شهر سبتمبر المنصرم، بسبب ما تزعم المليشيات أنه نتيجة منع التحالف دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة.

لكن مصادر في شركة النفط الواقعة تحت سيطرة المليشيات الحوثية تؤكد لنيوزيمن، أن أزمة المشتقات النفطية في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين أزمة مفتعلة وأن الكميات المخزونة من المشتقات النفطية لدى الشركة الخاضعة لسيطرة المليشيات لا تزال تكفي لتغطية طلبات السوق لأكثر من ستة أشهر على الأقل.

وتقول المصادر، إن قيادات المليشيات الحوثية عمدت كالعادة إلى افتعال أزمة في المشتقات النفطية بهدف ممارسة ضغوط على الأمم المتحدة للتدخل والضغط لإدخال سفن المشتقات النفطية التابعة للشركات الخاصة بقيادات المليشيات ومنها سفن محملة بنفط إيراني يقدم كدعم من طهران للمليشيات الحوثية بما قيمته 25 مليون دولار شهرياً.

وتضيف المصادر، إن شركة النفط الخاضعة لسيطرة المليشيات وبتوجيهات مباشرة من قيادات الحوثيين عمدت إلى تقليل عدد المحطات التي تبيع النفط على المواطنين في العاصمة وألزمتها باستخدام مضخة واحدة فقط في تعبئة البنزين وتهديد ملاك المحطات بإغلاق محطاتهم في حال شغلوا أكثر من مضخة واحدة.

وأشارت إلى أن الشركة حصرت عملية بيع المشتقات في محطات محددة رغم أن الكمية التي تقوم بتوزيعها أكبر بكثير من الكمية التي توزعها الشركة على محطات العاصمة كلها في الظروف العادية وهو الأمر الذي تسبب في وجود أزمة مفتعلة.

وكان الصحفي والمذيع المقرب من المليشيات الحوثية أحمد الكبسي نقل في منشور له على صفحته في الفيس بوك عن مصدر مسؤول داخل وزارة النفط التأكيد على أن ثمة أزمة مشتقات مفتعلة.

ونقل الكبسي عن المصدر القول، إن احتياج أمانة العاصمة من البنزين في الأيام العادية في حدود مليون ومائتي ألف لتر يومياً توزع على خمسة وثمانين إلى خمسة وتسعين محطة، فيما يتم توزيع كميات أكبر بكثير من هذا الاحتياج فمثلا يوم السبت الموافق 5 أكتوبر مليون وثمانمائة ألف لتر وزعت على تسعة وثلاثين محطة فقط ولو أنها وزعتها على كل المحطات ما تشكلت هذه الطوابير الطويلة.

مضيفاً –والكلام للمصدر المسؤول في وزارة النفط الخاضعة لسيطرة المليشيات: هناك متلاعبون من الداخل ضاعفوا من حدة الأزمة بتحديد بعض المحطات دون غيرها وإنزال كميات من المواد لهذه المحطات وكان بإمكانهم توزيعها على كل المحطات منعا لحدوث هذه الطوابير الطويلة من السيارات، بالإضافة إلى أن الشركة تجبر المواطنين على التعامل مع وكلاء أصحاب محطات بعينها التي يتم توزيع المواد لها وحرمان باقي المحطات، طبعا كل صاحب محطة مستفيد 14 ريالاً بعد كل لتر، وهو ما يعني أن كل واحد منهم يكسب مبالغ كبيرة وفي أحيان كثيرة هؤلاء السماسرة هم يملكون أكثر من محطة وصارت المواد حكراً لهم دون غيرهم.

واصبحت أزمات المشتقات النفطية المتكررة في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية واحدة من أبرز سمات طريقة إدارة المليشيات لمؤسسات الدولة الخدمية، حيث تستغلها المليشيات من ناحية لإشغال المواطنين عن ممارسة أي انتقادات أو ردود فعل على ممارسات المليشيات بحقهم خصوصا لجهة قطع المرتبات وممارسة التعسفات والانتهاكات بحق المواطنين أو رفض الاتاوات والجبايات المستمرة خارج إطار القانون، وفي الوقت نفسه تستثمر هذه الأزمات للضغط لإدخال سفن المشتقات التابعة للشركات الخاصة بقياداتها وكذا السفن المحملة بالنفط الإيراني الذي يقدم كدعم لها من طهران.

وعلى الرغم من أن رفع أسعار المشتقات النفطية وتخفيض الدعم الحكومي له والذي اتخذ من قبل الرئيس هادي وحكومة باسندوة في العام 2014م كان هو المبرر الرئيس لقيام المليشيات الحوثية بتنفيذ انقلابها وسيطرتها المسلحة على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة بحجة إسقاط تلك الجرعة، إلا أن المليشيات عمدت منذ ذلك الحين على اتخاذ قرار بتحرير أسعار المشتقات النفطية الأمر الذي رفع من أسعاره بشكل جنوني، قبل أن تعمد المليشيات إلى استغلال سيطرتها على مؤسسات الدولة في تحويل النفط إلى إحدى أهم السلع التي تتاجر بها المليشيات وقياداتها والتي باتت تملك شركات نفطية خاصة بها وتتلقى دعما نفطيا من طهران تقوم ببيعه على المواطنين في مناطق سيطرتها بأسعار تزيد عن أسعاره في السوق العالمية بثلاثة أضعاف.

ولعل مواقف المليشيات المتكررة حيال عملية إيقاف الحكومة الشرعية لسفن المشتقات النفطية بسبب الخلاف على آلية توريد قيمة المشتقات وجماركها يعكس مدى ما أصبح يمثله النفط من أهمية لدى المليشيات كونها تدر عليها أرباحا خيالية وثراءً فاحشا، وهو ما لوحظ في كل لقاءات زعيم المليشيات وقياداتها مع المبعوث الأممي مارتن غريفيث وتركيزهم على طرح موضوع إدخال سفن المشتقات النفطية التابعة لشركاتهم كأحد قضايا الحوارات، فضلا عن خطابات قيادات المليشيات التي تهدد باستهداف الملاحة في البحر الأحمر في حال استمر منع السفن التابعة لشركاتهم من الدخول إلى ميناء الحديدة وآخرها خطاب القيادي في مليشيا الحوثي مهدي المشاط يوم أمس والذي هدد فيه باستهداف الملاحة في البحر الأحمر في حال استمر احتجاز السفن الخاصة بشركة مليشياته.

شارك