اسرار اليمن | تهريب 10 آلاف قطعة أثرية في 8 أعوام .. الحوثي يتاجر بتاريخ اليمن

نهب الاثار .. تهريب 10 آلاف قطعة أثرية في 8 أعوام .. الحوثي يتاجر بتاريخ اليمن

 

 

اسرار سياسية

تنشط جريمة نهب الآثار في مناطق سيطرة عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، يوما بعد آخر، في ظل فوضى أمنية واسعة بلغت حد المساس بالإرث التاريخي في واحد من أغنى البلدان بالمواقع الأثرية الفريدة التي قامت عليها أكبر الحضارات الإنسانية في اليمن القديم.

 أربع تُحف مميزة من آثار اليمن القديم، على موعد للبيع أواخر الشهر الجاري في دار ليون وتورنبول باسكتلندا، حسب ما أكد الباحث اليمني المهتم بالآثار عبدالله محسن.

محسن وفي صفحته على فيسبوك، اليوم قال إن دار ليون وتورنبول الشهيرة “تشكل عبر الزمن”، ستعرض في آخر يوم من مايو الجاري، “رأس مرمر من سبأـ اليمن)” وتصفها بأنها “من أبرز ما تم عرضه في المزاد”.

وأضاف “محسن”، أنه وفي نفس المزاد يعرض “وعل برونزي مميز من منتصف الألفية الأولى قبل الميلاد، مصنوع من البرونز المصبوب، ويظهر واقفًا في حالة يقظة، مع قرونه الملتفة الأنيقة التي تصل إلى الأذنين المستقيمتين، والذيل مرفوع”.

وأكد أن المعرض سيعرض أيضا “لوحة تذكارية من المرمر المنحوت، على شكل شبه منحرف، بنقش بارز مع رأس مركزي لثور بملامح منقوشة، من القرن الثالث قبل الميلاد”.

ونقل على المزاد القول: “كان الثور رمزًا مهمًا في مملكة سبأ القديمة، الواقعة في اليمن اليوم.

يعتقد السبئيون أن الثيران تمثل القوة والخصوبة والازدهار، وقد دمجوا هذا الحيوان القوي في فنهم وثقافتهم. غالبًا ما وُضعت منحوتات الثور السبئي في مواقع بارزة مثل المعابد والأماكن العامة، وكان يُعتقد أنها تجلب الحظ السعيد والحماية للمجتمع”.

ووفقا للخبير اليمني، فإن الدار الاسكتلندية ستعرض لوحة رابعة وهي عبارة عن “شخصية رمزية من الطين المشوي المطلي “تيراكوتا” ، “تظهر جالسة، الأرجل عريضة ممدودة، الأذرع تمتد أمام الجسم، مع صبغة حمراء وبيضاء تدل على تفاصيل الوجه، مع عقد وأساور على الذراع” .

تهريب 10 آلاف قطعة أثرية في 8 أعوام

وبشأن عدد القطع التي تم تهريبها خلال سنوات الحرب، يقول محسن إنه لا يمكن تقديم رقم محدد للقطع الأثرية التي هربت إلى الخارج «لعدم وجود إحصاءات رسمية، ولأن ما يظهر في الغالب هو القطع المعروضة في المزادات أو المتاحف، أو في صفحات الترويج للقطع المهربة على منصات التواصل الاجتماعي.

ويقدر الباحث اليمني أنه من خلال متابعته لما يعرض في المزادات والمنصات المتعددة أثناء فترة الحرب، وجود ما يزيد عن عشرة آلاف قطعة أثرية تم تهريبها؛ لأن الحرب ساهمت في ذلك؛ حيث تمت عمليات نهب وتهريب منظمة وواسعة لكميات من القطع الأثرية.

الحكومة اليمنية تعلن فشلها في وقف المزادات سفير اليمن لدى اليونسكو الدكتور محمد جميح، علق على هذه الجريمة، مؤكدا أن المزادات لازالت تُعقد لبيع الآثار اليمنية المهربة في كلٍّ من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وقال جميح: “لا نستطيع إيقاف هذه المزادات إلا باتفاقيات ثنائية أو تدخل قضائي، شريطة أن تكون الجهة التي تشتري أو تبيع معروفة”.

وأشار إلى أن بلادنا تحتاج لاتفاقيات ثنائية مع البلدان التي يتم عرض المزادات فيها، ومن تستطيع التقاضي وإيقاف تلك المزادات واسترداد القطع المهربة.

 وتُعتبر لندن ونيويورك أبرز المدن التي بيعت فيها قطع أثرية يمنية طوال الفترة الماضية من عمر الحرب المفروضة من قِبل مليشيات الحوثي، وكان آخر مزاد الأسبوع الماضي.

حرب حوثية وحشية

عصابة الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ومنذ انقلابها على السلطة في اليمن، شنت حرباً وحشية استهدفت من خلالها كل مواقع ومعالم اليمن الأثرية والتاريخية، تارةً بالنهب والتهريب والبيع، وأخرى بالتفجير والقصف والتحويل لمخازن أسلحة وثكنات عسكرية.

مسؤول في الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية في العاصمة المختطفة صنعاء، كان قد أكد في وقت سابق أن الميليشيا استهدفت أكثر من 150 مَعْلَماً وموقعاً أثرياً وتاريخياً بالتدمير والنهب والقصف والتحويل لثكنات عسكرية منذ انقلابها على السلطة أواخر عام 2014.

وبالتوازي مع حملات المليشيات الممنهجة ضد تاريخ وحضارة اليمن، نفذت الجماعة حملات نهب وتشويه واسعة ضد عدد من المتاحف، (أبرزها المتحفان الوطني والحربي بصنعاء، وهما من أقدم المتاحف على مستوى اليمن والجزيرة العربية).

شارك

آخر الاخبار