اسرار سياسية | العرب : تنامي نفوذ طارق صالح في تعز يستنفر الإخوان

العرب : تنامي نفوذ طارق صالح في تعز يستنفر الإخوان

اسرار سياسية – العرب

يثير تنامي نفوذ العميد طارق صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي وقائد “المقاومة الوطنية” في تعز غضب حزب التجمع الوطني للإصلاح الذي بات يستشعر خطر صالح في المحافظة التي ظلت لسنوات تحت سيطرة الحزب الإخواني.

ويقود ابن شقيق الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح جهودا نحو إعادة ترتيب التشكيلات العسكرية التابعة للسلطة الشرعية تحت لوائه في تعز، وهذا الأمر أدى إلى استنفار حزب الإصلاح.

واتخذ نفوذ صالح في المحافظة الإستراتيجية أشكالا متعددة في الآونة الأخيرة لا تنحصر في الحضور العسكري بل وحتى الإداري والاقتصادي، ومن خلال رعايته للعديد من المشاريع الاستثمارية التي تجري، لاسيما في مديرية المخا المطلة على البحر الأحمر.

ويرى مراقبون أن المسار الذي يسلكه قائد المقاومة الوطنية، والذي يوازن بين الجانبين العسكري والاستثماري، بات يؤثر بالفعل على حضور حزب الإصلاح في المحافظة، خصوصا وأن سياسة الأخير في تعز كانت مبنية على مدار السنوات الماضية على الانتهازية، الأمر الذي أدى إلى تفشي الفساد وسوء الإدارة، وهو ما أدى إلى تآكل حواضنه الشعبية.

ويشير المراقبون إلى أن دخول صالح على الخط بقوة شكل زخما جديدا وبعث آمالا لسكان المحافظة المحاصرة من الحوثيين بإمكانية تغيير واقع حالهم، لكن من غير المرجح أن يقبل حزب الإصلاح هذا الواقع الذي هو قيد التشكل في تعز.

وأكد الحزب الذي يشكل الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الأربعاء تمسكه بتشكيلات المقاومة الشعبية كفصيل عسكري وشعبي مرداف للقوات الرسمية التي يقودها في المحافظة، في رد على تحركات قائد المقاومة الوطنية.

ونظم الحزب بشكل غير رسمي لقاء موسعا لقيادات ما يسمى مجلس المقاومة الشعبية في المحافظة، تحت شعار “هدف فبراير توحيد كافة قوى الجمهورية لمواجهة قوى الظلام”، في إشارة إلى ذكرى ثورة فبراير التي شهدها اليمن ضد نظام علي عبدالله صالح.

وكان مجلس المقاومة الشعبية قد عاود نشاطه مؤخرا بعد تشكيل السعودية للمجلس الرئاسي كسلطة وريثة للرئيس عبدربه منصور هادي التي كان يمثلها حزب الإصلاح على الميدان في تعز والعديد من المحافظات. وحمل اللقاء الموسع رسالة تأكيد من الإصلاح برفضه إدماج قواته تحت قيادة قائد المقاومة الوطنية.

وجاء اللقاء الإخواني في أعقاب زيارة مستفزة قام بها القائد الفعلي لحزب الإصلاح عبده فرحان المخلافي المعروف بـ”سالم” إلى اللواء 35 مدرع في منطقة الحجرية المطلة على الساحل.

واعتبرت أوساط قريبة من صالح أن زيارة سالم رسالة استفزازية للجنوب والساحل.

ونشر موقع “نيوز يمن”، تقريرا مطولا عن زيارة سالم إلى الحجرية بعنوان “رسائل سالم وهدنة الرئاسي والإخوان.. أصنام الصراع ومسارات ترميم روح تعز الوطنية”، وصف فيه ظهور قائد الإخوان بمنطقة الحجرية بالاستعراضي.

وقال التقرير إن سالم وحزب الإصلاح كانا يستندان على نفوذهما على سلطة الرئيس المعزول، معتبرا أن استمرار تحركاته (سالم) بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي يضع علامة استفهام كبرى.

وشدد على أن سالم “أهم ركن من أركان الفساد والفوضى والتفرد بالقرار في تعز، وهو طرف أصيل ورئيسي في إدارة كل صراعات تعز التي نشبت منذ 2011 إلى اليوم، وبقاؤه متصدرا للمشهد وحاملا شعلة الحرائق في المحافظة ومرسل الرسائل المستفزة باسم الجيش والمحور ووزارة الدفاع والشرعية إهانة بالغة لكل تعز وللشرعية ولمجلس القيادة الرئاسي”.

وحذر التقرير من أن “رسائل الإخوان وهدنة مجلس الرئاسة معهم ستسهم في إبعاد تعز أكثر عن محيطها وإبقائها معسكرا مفتوحا لتصدير التوتر ودورات الصراع داخليا ومع الأطراف المتواجدة خارج جغرافيا المحافظة التي تكلست في مربع الفساد والتفرد الإخواني بكل تعز المحررة موارد وقرارا”.

وأكد التقرير أن تعز تحتاج إلى ما وصفه بالدفعة المعنوية بتغيير أدوات الإدارة في كافة الأصعدة العسكرية والأمنية لانتشالها من دائرة “التكلس والاستسلام للفوضى والعبث الإخواني”.

وعلى ضوء التوتر الحالي وصراع النفوذ الدائر بين صالح وحزب الإصلاح على تعز فإن الأمور بين الجانبين تتجه نحو المزيد من التأزم، وإن كان صالح يراهن على دور التحالف العربي للجم الأخير.

ولدى الإصلاح موقف عدائي مفتوح من الامارات التي يعتبر صالح أقرب حلفائها، بينما يحاول التنظيم الإخواني الإبقاء على حد أدنى من العلاقة مع السعودية خصوصا بعد المصالحة السعودية – القطرية باعتبار الدوحة من أهم داعمي حزب الإصلاح في اليمن.

ويشير متابعون إلى أنه من غير المرجح أن تنجح تحركات الإصلاح في تغيير مسار الأوضاع في تعز التي تميل بالواضح لصالح قائد المقاومة الوطنية، لكنه بالتأكيد سيحرص على إرباك هذا المسار.

وأكد العميد صالح الخميس أن المخا مقبلة على نهضة تنموية ومشاريع إستراتيجية كبيرة.

وجاء ذلك خلال ترؤسه اجتماعا في مدينة المخا ضم قيادة وأعضاء السلطة المحلية بالمديرية وحضره وزير الاتصالات وتقنية المعلومات نجيب العوج، وأمين عام المكتب السياسي للمقاومة الوطنية عبدالوهاب العامر وقائد قطاع أمن الساحل الغربي العميد مجاهد الحزورة، لمناقشة أوضاع المديرية وآفاق تطويرها.

وقال العميد صالح إن المخا ستشهد مشاريع إستراتيجية تتطلب تكاتف الجميع، وعلى وجه الخصوص أعضاء المجلس المحلي لتعزيز الأمن والاستقرار وخلق بيئة مثالية جاذبة للاستثمار.

وأضاف أن المخطط الحضري الذي يتم العمل عليه يتمثل في مشروع “مستر بلان” الذي يتضمن إنشاء مناطق صناعية واستثمارية وسياحية، مشددًا على أن مثل هذا المشروع الحضري المتكامل يتطلب جهودًا مخلصة من قِبل أبناء المخا ومسؤوليها.

واعتبر بأن الأولوية في الاستثمار للتجار من أبناء المخا وعلى المجلس المحلي عمل رؤية متكاملة لاستيعاب كافة الأنشطة الاستثمارية التي من شأنها تحسين جودة الحياة وتقديم خدمات تنافسية.

وأشار إلى أن أهم المشاريع التي يتم العمل عليها إلى جانب تطوير ميناء المخا واستكمال المرحلة الثالثة للمطار تتمثل في مشروع المياه ومشروع توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية.

شارك