اسرار اليمن | بالفيديو.. المليشيات واستغلال القبائل وكذبة صناعة السلاح وابتزاز العالم بالنفط.. فلتات لسان محمد الحوثي | شاهد

فيديو| استغلال القبائل وكذبة صناعة السلاح وابتزاز العالم بالنفط.. شاهد.. فلتات لسان محمد الحوثي

اسرار سياسية

دأبت مليشيا الحوثي التابعة لإيران على بناء صورة عن نفسها في الذهنية اليمنية، تقوم على بث الاعتقاد بقدرات فائقة، واقتحام مجال التصنيع العسكري المنافس لتقنيات دول كبرى، بهدف حماية اليمنيين، وكذا الإعداد للمعركة مع إسرائيل!!

بالموازاة هناك خطاب سياسي وإعلامي مناهض يشير إلى الأكاذيب الحوثية وتضليلها لأتباعها، قبل اليمنيين، واستهتارها بأرواحهم ومنجزاتهم، وهو خطاب توظف المليشيا كافة وسائلها الإعلامية وذبابها الإلكتروني لنفيه، إلا أن فلتات ألسنة قياداتها تؤكد مصداقية الخطاب المناوئ وخداع خطابها.

أواخر الأسبوع الماضي، بثت وسائل إعلام حوثية مقطع فيديو لكلمة في اجتماع لقيادات من أنصار المليشيا ألقاه الرجل الثاني فيها المدعو محمد علي الحوثي، أكدت فلتات لسانه خلالها واقع صناعة السلاح محلياً، واستخدام المليشيا دماء أبناء القبائل في حروبها التي ألمح إلى استمرارها والانخراط المطلق في النهج الإيراني باستهداف أمن المنطقة العربية وابتزاز العالم بالنفط.


 

خرافة الصناعة

في معرض حديثه عن القوة الحوثية، قال محمد الحوثي، إن الطائرات المسيّرة تكلف المليشيا ما بين 1000- 10000 دولار، في مناقضة ضمنية للضخ الإعلامي للمليشيا أن تلك الطائرات مصنعة محلياً، حيث إن هذه الأسعار تتوافق مع أسعار أنواع الطائرات المسيّرة التي تصنعها إيران.

يأتي اعتراف القيادي الحوثي عن الصناعة العسكرية المحلية، مصداقاً للخطاب المناهض المؤيَّد من تقارير دولية ووكالات متخصصة وإفادات خلايا تهريب حوثية ضبطتها استخبارات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي على مدى سنوات، تشير جميعها إلى تزويد طهران للمليشيا التابعة لها في اليمن بأسلحة متنوعة، بينها أجزاء لطائرات مسيرة ولصواريخ باليستية، أكدت فحوصات خبراء دوليين للقطع المتناثرة منها، أنها تتواءم مع أنظمة وتقنيات الصناعات العسكرية الإيرانية.

وتقتصر عمليات المليشيا الحوثية على التهريب بإمرة الحرس الثوري، بما في ذلك بعض قطع لازمة لورش التركيب، أهمها في منطقة مطرة بمحافظة صعدة معقل المليشيا، ومحافظة الحديدة، وتحت إشراف خبراء إيرانيين، حسب معلومات منشورة وأخرى خاصة.

الوقود القبلي

وإلى جانب العتاد الوهمي، خارج ما نهبته المليشيا من مخازن الجيش اليمني السابق، تطرّق المدعو محمد الحوثي، في الشق العسكري البشري، إلى مواصلة جماعته نهج النظام الإمامي الكهنوتي على مدى قرون في استغلال شباب وأبناء القبائل اليمنية وقوداً في حروبها العبثية، وقال إنه لا يشعر بأي قلق حال انقضاء الهدنة القائمة طالما “الشباب، والقبائل موجودة وتحشد”.

وفي حين تمارس المليشيا عمليات استخدام القبائل عبر حملات ولجان على مستوى المديريات الواقعة تحت سيطرتها، واجتماعات وخطابات قيادات الصف الأول فيها، آخرها اجتماع للمدعو مهدي المشاط ببعض وجهاء قبائل حاشد، قبل أيام؛ تحقق هذه القيادات ثروات طائلة بفواتير من لقمة عيش اليمنيين، وتوظف لأمنها وحمايتها أجهزة الاستخبارات والأمن، على حساب دماء أبناء الشعب اليمني، بمن فيهم أبناء القبائل، الذين تضعهم في المتارس الأمامية لجبهات الحرب. 

وبمزيد من الاستغباء والاستخفاف والاستغلال، حرص المدعو محمد علي الحوثي في كلمته على تأكيد البُعد الديني بربط الإيمان بالتسليم المطلق لقائدهم المدعو عبدالملك الحوثي، دون تساؤلات، وأن سبب تأخُّر النصر- حد زعمه- عدم الاستجابة الكاملة من قِبل اليمنيين وقطاعهم القبلي لعبدالملك الحوثي، وذلك في مساعٍ حثيثة من المليشيا لتشكيل العقلية القبلية باتجاه الخضوع والانقياد التام لمن تصفهم بـ”أصفياء الله” أصحاب الحق الإلهي الحصري في القيادة.

أنا وبعدي الطوفان

على ذات منوال الاستهتار، سخِر المدعو محمد علي الحوثي، من إنجازات اليمنيين في عهدهم الجمهوري، عند حديثه عن عدم قلق المليشيا من ردود أفعال عسكرية قد تطول البنية التحتية والتنموية في اليمن، كونها بنية لا تستحق الاهتمام، “هي مصنع بفك، وما بش ما يكلّف”، حد قوله، مناقضاً بهذا ما تنشره المليشيا نفسها كل عام عن خسائر في الممتلكات العامة والبنية التحتية جراء الحرب تقدرها بعشرات المليارات من الدولارات.

حديث الحوثي المستهتر بمنجزات الشعب اليمني، جاء لدى تناوله استعداد المليشيا لاستئناف الاعتداءات على المنشآت النفطية في دول الخليج العربي، دون أي اعتبار لردود الفعل الإقليمية والدولية التي سيدفع اليمنيون كلفتها من دمائهم والبنية المادية لبلدهم، لا سيما في ظل الحرب الروسية الأوكرانية وتأثيرها على التدفق النفطي في الأسواق العالمية، وانعكاساته على الأسعار، ومنها أسعار المشتقات النفطية والخدمات والسلع الأساسية في اليمن، وذلك فقط من أجل خدمة الأجندة الإيرانية وتقوية أوراقها التفاوضية حول الملف النووي وغيره من الملفات العالقة مع الغرب والدول العربية.

وفي سياق المشروع التدميري واستخدام اليمنيين وبلدهم وقوداً وساحة لسياسات ولاية الفقيه، وصف محمد الحوثي الحرب التي تسببت فيها مليشياته ضد اليمنيين ودول مجاورة، بأنها “بروفات” لحرب قادمة مع إسرائيل، ما يؤكد افتقار المليشيا لأي مشروع بناء باليمن، والاستمرار- حال بقائها واستقرار السلطة لها- في استهلاك الموارد اليمنية للتسلح وإقلاق أمن المنطقة، وإهمال التنمية الاقتصادية وغيرها من أوجه التنمية التي ستنسحب على المستوى المعيشي للشعب، في تقليد سافر للتجربة الخمينية في إيران التي يتضور مواطنوها جوعاً رغم الثروات الطبيعية الكبيرة ووعود قيادات سلطة ولاية الفقيه بجنة الثورة، فيما كانت إيران من الدول المتسارعة النمو ومتوسط دخل المواطن فيها الثاني في الشرق الأوسط، قبل الثورة التي قادها رجال الدين بقيادة الخميني.

علّق أحد المتابعين للشأن الحوثي في العاصمة المختطفة صنعاء، بقوله: “إن مليشيا الحوثي لن تخوض معارك لا مع إسرائيل ولا أمريكا، وإنما هي فقط حبذت التماهي في الخطاب الإيراني، الذي ظل أكثر من أربعين عاماً يهدد بالحرب التي لم ولن تأتي مع إسرائيل وأمريكا”.

وأضاف أنه على مدار تلك العقود، شكلت إيران الحرس الثوري وذراعه الخارجي “فيلق القدس” كتضليل عملي للشعوب العربية والإسلامية، “في وقت بقيت إيران وفيلقها منذ الثورة الخمينية في شغل شاغل ببروفات حربية، اقتصرت على بلدان الجوار العربي، وعجزت عن حماية عناصرها ومليشياتها من هجمات إسرائيلية في سوريا، بل وعجزت عن حماية نفسها وأراضيها من عمليات إسرائيلية عسكرية واستخبارية في العمق الإيراني، وفي العاصمة طهران، كضربات تأديبية وتنبيهية للرأس الإيراني وإجبار نظامه على البقاء تحت السقف المرسوم لدوره في المنطقة“.

شارك