قواعد الخراب الخمس..!؟

قواعد الخراب الخمس

✍️م. عباد محمد العنسي

الصراع الذي دارَ بين أثينا و إسبارطة كان ـ باعتقادي ـ من أكثر الصّراعاتِ إثارةً للإعجاب .

فجبروت القوة العسكريّة الصِّرفة التي امتلكتها إسبارطة؛ ظلّ لفترة طويلة عاجزًا عن هزيمة جيشٍ قادته شعراء ( بركيليس نموذجًا) بكلّ ما تحمله كلمة “شاعر” من احتقار لدى القوة العسكريه الإسبارطيّة.

دامت “الحروب البلوبونيزيّة” بين المدينتين أربعة و خمسون عامًا ( 459 ـ 404) ق.م وانتهت بسقوط أثينا.

يُحكى ،، أنّه عشيّة النّصر اجتمع حاكم إسبارطة بثلّة من الحكماء العارفين بفنون القتالِ و الإهانة، و طرح عليهم سؤالًا مفاده:

“ما هو سرّ الصّمود المُذهل لأثينا في وجه آلاتنا العسكريّة العاتية، و كيف السبيل لإخضاع أثينا إلى الأبد ؟”

كان الجواب :

“إنهم المُعلّمون يا سيِّدَ الجُند، أثينا تُجِلُّ مُعلّميها، لذا برعَ هؤلاء بتلقين أبنائها خلاصة علمهم في الفلسفة و المنطق و الرّياضيات، فكانت قوّة عقولهم مصدراً لجبروت أجسادهم التي هزمتنا مرارًا، فإذا أردتَّ استعبادها واستعبادهم فعليك بإذلال المُعلّمين “..

ردّ الحاكم “و كيف السبيل ؟”
فكان الجواب :

عليك بخفض أجر المُعلّم فتجعله أقلّ من أجر سائس الخيل، و تجعله مُقسطًا على دفعات.

وعليك أن تضاعف عليه الضّرائب، و يجب أن يذهب نصفه علفًا للدّابة التي تقلّه لمكان عمله و الباقي لتكاليف معيشته و أسرته.

عليك بفرض نظام سُخرة على المُعلّمين فتجعلهم يعملون ساعات أو أيّام بدون مقابل.

عليك بتقصّي مصادر الدّخل الإضافي للمُعلّم ،و تلزمه بدفع قسم منها للخزينة ، و تعفيه من الدّفع إذا عمل حمَّالًا أو أجيرا.

عليك بإهانته فكلما ألّف كتابًا أو أبدع فكرة ادفع له مكافأة يرفضها سّقاء في الطريق، وبذلك ستضمن أنّه لن يجد وقتًا ليقرأ فيزداد علمًا، و لن يجد مالًا ليشتري كتابًا قيّمًا أو ملبسًا لائقًا أو يستأجر سكنًا متواضعًا،.

عندها ستغادر العقول البلاد، و من بقي منها سيكون مثار سخرية من سَفلةِ القوم، و موضع شفقةٍ من عليّته، فلا ينتج المُعلّم علمًا بل سيُعيد إنتاج الجهل، فيتخرّج من لدنه الجَهَلة الذين سيتولون إدارة البلاد و باتجاه الخراب يسيرون”.

يُقال أنَّ هذه الوصفة الكابوس مازالتْ تقضُّ مضاجعَ القائمين على الشأنِ العلمي لكلّ الدّولِ المتقدّمة، فقبلَ اتخاذهم إجراءً يتعلّق بالعلم و أهله؛ يُراجع هؤلاء الوصفة كي يتأكّدوا بأنَّ ذلك الإجراء لا يتقاطع مع أيّ من بنودها، فالبلدان التي تعزُّ مُعلّميها تبقى عزيزة، فما أكرم المعلّمين إلا كريم، و ما أھانهم إلا لئيم .

ومن هذه الوصفة نسخة مطورة أكثر لؤما وحقدا وكراهية يطبقها كهنة السلالة الكهنوتية الهاشمية طيلة أكثر من 1250 عام وها هي ظاهرة للجميع من قبل الحلة الجديدة الظاهرة بها السلالة الكهنوتية الهاشمية وهي الحركة الحوثية ” أنصار الله ” اي ٱله هذا الذين هم أنصاره حتما أنه إله اخر غير الله .