اسرار اليمن | وكالة فرنسية تسلط الضوء على جرائم ألغام الحوثي في الحديدة

وكالة فرنسية تسلط الضوء على جرائم ألغام الحوثي في الحديدة

اسرار سياسية

استعرضت وكالة الصحافة الفرنسية “أ ف ب” في تقرير حمل عنوان “الألغام تفتك باليمنيين في الحرب والسلم”، حادثتين داميتين تعرّض لهما مواطنون في محافظة الحديدة غربي البلاد، نتيجة الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية.

وذكر التقرير أن طفلًا يُدعى “مراد المروعي”، وهو في التاسعة من عمره، كان يقوم بجمع مخلفات وعُلبًا ليتمكن من بيعها، عندما انفجر به لغم تسبب في مقتله عند أحد شواطئ محافظة الحديدة.

بحسب الوكالة، فقد كان يحيى (15 عامًا)- شقيق الطفل “مراد”- يبعد أمتارًا قليلة عنه لحظة الانفجار، ويتذكر يحيى حاليًا بتأثُّر ذلك اليوم في كانون الثاني/يناير الماضي، حين ذهب الشقيقان للسباحة قبل جمع العُلب عند الشاطئ.

ويروي يحيى الذي لا يزال يحمل مسبحة سوداء وجدها شقيقه مراد على الشاطئ، للوكالة الفرنسية قائلًا: “لم أرَ سوى يده وساقه، اختفى مراد فجأة”.

وحرص والد الضحية، أحمد (50 عامًا)، على “ألا يرى أحد من عائلته جسد مراد المبعثر”؛ مستطردًا: “لم أغسله ولم أضعه في كفن.. فقط دفنته ملفوفًا بقطعة بلاستيكية، فكيف سيكون شعوري؟”.

يتابع الوالد أن ابنه البكر “يحيى” الذي كان مع مراد لحظة انفجار اللغم “أصبح يعاني من حالة نفسية. وكذلك أُصيب في أذنيه. الآن إذا سمع صوت دراجة نارية أو صوتًا عاليًا يصاب بالذعر ويظن أنه صوت انفجار لغم. أصبح يخاف من صوت أي انفجار”.

أما الحادثة الأخرى فسُجلت في آذار/مارس الماضي، حينما كان عبده علي (23 عامًا) في سيارة مع شقيقه وابنه وأولاد شقيقته في طريقهم إلى مدينة الحديدة.

تفيد “أ ف ب” أنه خلال الرحلة، مروا بجوار قريتهم التي اضطروا للنزوح منها بسبب القتال، وقرروا تفقدها من أجل النظر في إمكانية العودة إليها، ولكن عبده رفض ذلك وتركهم خلفه.

ويروي عبده أنه “لم تمر خمس دقائق حتى سمعت دوي انفجار. ركضت باتجاه الصوت وسمعت الناس يتحدثون عن سيارة مرت فوق لغم. شعرت بالخوف وتمنيت ألا يكونوا هم”، وفقا لذات المصدر.

وتشكِّل الألغام خطرًا يتربّص باليمنيين في كل لحظة، خصوصًا في الحديدة، حيث أفادت بيانات من منظمة “مشروع مراقبة الأثر المدني”Civilian Impact Monitoring Project، غير الحكومية، بأن محافظة الحديدة تتأثر- بشكل خاص- بالألغام.

يشار إلى أن مليشيا الحوثي- المدعومة إيرانيًا- حوّلت الساحل الغربي والسهل التهامي إلى حقل الغام، ورغم ما حققته الفرق الهندسية في القوات المشتركة من نجاحات كبيرة في تطهير مساحات واسعة؛ فإن ألغام الحوثي لا تزال كابوسًا يؤرق أهالي المنطقة، حيث لا يكاد يمر أسبوع دون سقوط ضحايا في الطرقات والمزارع وحتى داخل الأحياء والتجمعات السكانية.

ويُذكر أن مليشيا الحوثي ترفض تسليم خرائط ألغامها من المديريات والمناطق المحررة بيد القوات المشتركة.

شارك