تعز .. حصار الحوثيين للمدينة .. مراوغة على “طاولة عمّان” وتحشيد مسلح تحت جنح الظلام

تعز .. حصار الحوثيين للمدينة .. مراوغة على “طاولة عمّان” وتحشيد مسلح تحت جنح الظلام

اسرار سياسية

لا تزالُ مدينةُ تعز شوكة الميزان في اختبار نوايا المليشيا الحوثية المدعومة من إيران، وقد أضحت المدينة كذلك موضع الاختبار الحقيقي للمجتمع الدولي ومحاصريها الحوثيين بعد أن انتهت الحكومة من الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالهُدنة كاملةً دون مواعيد مؤجلة.

على طاولة التفاوض في عمّان، حيث يخوض فريق التفاوض الحكومي نزالًا مع فريق حوثي يقابله على ذات الطاولة التي يتوسطها المبعوث الأممي هانز جروندبرج، هنالك يرسم الحوثيون ملامح المراوغة لإطالة أمد الحصار، ويقدمون مقترحاتٍ هزلية لا تقل فظاعةً عن الحصار الحالي الذي تفرضه المليشيا الإيرانية منذ زهاء ثمانية أعوام.

في تعز، لا تخلو الصباحاتُ التي تشرق على المدينة من حديث الحصار المتبادل بين الناس، وقد طال الانتظار طويلًا إلى درجة أن الشعور العام بات يرجح أن تميل مليشيا الحوثي الى النكث بالاتفاق؛ غير أن ناشطين حقوقيين ينظرون إلى المسألة على أنها اختبار حقيقي وجاد يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية ويكشف جوهر المليشيا الحوثية.

نهار اليوم، صدر بيانٌ لفريق التفاوض الحكومي المتواجد في عمّان لخوض جولة ثانية من النقاشات المتعلقة بحصار الحوثيين لتعز، اعتبر ما تقوم به المليشيا الحوثية من إجراء أحادي مخادع لفتح طريق ترابي من جانب واحد “محاولة مكشوفة لإحباط جهود الأمم المتحدة والالتفاف على المشاورات الجارية”.

قبل هذا البيان بساعات، وقبل أن يبدأ الشفق بطي خيوط الليل إيذانًا بقدوم الصباح، كان سكان محليون يسمعون أصوات آليات وجنازير تتحرك في “النجد الأحمر” بمحافظة إب، تكشف فيما بعد أنه رتل عسكري حوثي يشق طريقه متقدمًا بعجالة نحو محافظة تعز لتعزيز قبضة الحصار الغاشم على منافذ المدينة التي يقطنها 5 ملايين شخص.

حتى الآن، يقول سياسيون إن مجلس القيادة الرئاسي قدم موقفًا وطنيًا أثبت عبره أنه حريصٌ على السلام كمخرجٍ آمن للبلاد، في وقت انكشفت فيه حقيقة المليشيا الحوثية التي تبتكر كل يومٍ حيلة لإطالة زمن الحصار، بينما الكرة أضحت في ملعب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإلزام  المليشيا الحوثية بتطبيق بنود الاتفاق قبل الذهاب نحو أي تسويات أخرى.

منذ أسابيع، وثّّقت عدسات الصحفيين في تعز عبر التصوير الجوي مشاهد لشاحنات حوثية تنصب حواجز جديدة في معابر المدينة وتضيّق خناق الحصار أكثر، تزامنًا مع تكثيف نشر القناصة والمسلحين في مداخل المدينة، وجميعها كانت ولا تزال مؤشرات تفسر نوايا المليشيا الحوثية الإرهابية وتفضحها أمام العالم.

شارك