اسرار دولية| ايران تنتفض .. “فليسقط حكم المرشد”.. تظاهرات الغلاء تتسع في المدن الايرانية | شاهد

في ايران .. تتعال الهتافات رافضة لولاية الفقية “فليسقط حكم المرشد”.. تظاهرات الغلاء تتسع في المدن الايرانية

 

اسرار سياسية

 

تواصلت السبت، التظاهرات في عدد من المدن الإيرانية، بعد أن انطلقت شرارتها قبل أيام احتجاجا على ارتفاع كبير في أسعار القمح والخبز وغيرهما من السلع الغذائية، إثر رفع الحكومة الدعم عنها.

فمن غرب البلاد إلى وسطها وجنوبها، اشتعلت التظاهرات المنددة بسياسة الحكومة، وتعالت الهتافات رافضة حيناً لنظام “ولاية الفقيه” كما حصل في أصفهان (وسط)، وبالموت لخامنئي ورئيسي، في إشارة إلى مرشد البلاد الأعلى علي خامنئي ورئيسها إبراهيم رئيسي.

وردد المتظاهرون الذين خرجوا بالآلاف في منطقة نارمك شمال شرق طهران هتافات بينها، “ارفع صوتك وطالب بحقك.. فليسقط حكم المرشد”.

كما رفع المحتجون هتافات “لا نخاف من المدافع والدبابات”، و”ليسقط حكم الملالي”، حسب ما أظهرت مقاطع مصورة نشرها ناشطون إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي.

إلى ذلك، امتدت الاحتجاجات إلى مدن مختلفة في البلاد جراء ارتفاع الأسعار والنقص الحاد في بعض المواد الغذائية الأخرى.

فقد شهدت مدن بوروجارد ودرود بمحافظة لورستان، ومدينتا جونكان وفارسان بمحافظة جهار محل بختياري، ودهدشت بمحافظة كهكيلويه وبوير أحمد، احتجاجات مماثلة.

فيما ردت القوات الأمنية بالغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين رددوا هتافات ضد حكام البلاد والحكومة على السواء.

في حين سعى وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إلى التقليل من حجم الاحتجاجات.

 وقال في تصريحات تلفزيونية، إن التظاهرات لم تكن واسعة النطاق، وتابع “شعبنا لم يستجب لنداءات الأعداء، فقط بضع عشرات من الناس تجمعوا”.

 وكانت شرارة الغضب هذه انطلقت قبل أيام، بعد خفض الحكومة الدعم على القمح المستورد ما أدى لزيادة الأسعار 300 بالمئة لمجموعة من السلع الغذائية القائمة على الطحين، في وقت يبلغ معدل التضخم الرسمي في إيران نحو 40 بالمئة، بينما يتجاوز 50 بالمئة في بعض التقديرات.

كما يعيش أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 82 مليون نسمة تحت خط الفقر.

وقد فاقمت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الوضع سوءاً، بعد أن ارتفعت أسعار الغذاء بشكل كبير في أنحاء الشرق الأوسط بسبب أزمات سلاسل الإمداد العالمية، لا سيما أن طهران تستورد نصف زيوتها للطهي من كييف، حيث منع القتال الكثير من المزارعين عن حقولهم.

كما أنها تستورد كميات من القمح من روسيا على الرغم من أنها تنتج نصف قمحها تقريباً.

إلى ذلك، زادت معدلات تهريب الخبز المدعم الإيراني إلى العراق وأفغانستان المجاورين، بينما انتشر الجوع في أنحاء المنطقة.

بالإضافة إلى تلك الأسباب، ضغط الجفاف بالفعل بشكل كبير على الاقتصاد الإيراني.

كما زادت العقوبات الغربية المفروضة على البلاد جراء انتهاكاتها للاتفاق النووي من الصعوبات.

وأعادت تلك الاحتجاجات إلى الأذهان تظاهرات ضد رفع أسعار الوقود قبل ثلاث سنوات حين اجتاحت احتجاجات واسعة النطاق كانت الأعنف منذ إقامة “الجمهورية الإسلامية” عام 1979 كافة أنحاء البلاد، ما أدى إلى مقتل مئات المتظاهرين في حملة قمع غير مسبوقة، وفق ما أفادت في حينه منظمة العفو الدولية.

 وهذا ما دفع السلطات في البلاد حالياً إلى التأهب، وقطع شبكات الإنترنت في العديد من المناطق خوفاً من توسع الاحتجاجات الحالية، في تكرار لسيناريو الوقود.

وأظهرت بعض مقاطع الفيديو التي تداولها النشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي تجمعات بسبب موجة التضخم والغلاء المتفشي في البلاد. ومن بين هذه المدن إيذه وشهركرد والشوش ودورود وجونقان والأحواز.

وبدأت الاحتجاجات من مدينة الخفاجية في إقليم الأحواز غربي البلاد إذ أضرم المحتجون النار في عدد من الشوارع وهتفوا بشعارات ضد النظام.

وانتشر لهيب الاحتجاجات إلى مدن أخرى منها الفلاحية وإيذه وشهركرد. رافق ذلك احتجاجات دعا إليها أساتذة في عدد من المدن الإيرانية احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية واعتقال عدد من المعلمين المشاركين في احتجاجات سابقة.

  • تظاهرات في مدن إيرانية دعما لاحتجاجات الأهواز

  • مئات المثقفين الإيرانيين للنظام: أوقفوا الظلم والتمييز

  • تظاهرات متفرقة في إيران لأساتذة يطالبون بإصلاح أجورهم

وفي بعض الوقفات الاحتجاجية أطلق المتظاهرون شعارات تستهدف رأس النظام الإيراني علي خامنئي إذ أطلق بعضهم شعار “الموت لخامنئي” وطالب بعضهم حكومة رئيسي المنتمية إلى التيار اليمني في البلاد بالرحيل.

شعارات ضد “الحرس الثوري”

وفي مقطع فيديو تداوله مجموعة من النشطاء الإيرانيين أطلق عدد من المحتجين شعارات حادة ضد “الحرس الثوري” وشبهوه بتنظيم “داعش”. ومن هذه الشعارات: “أيها الديكتاتور، أيها الحرس الثوري، إنك داعشي لنا”.

ولم تستطع “اندبندنت عربية” التأكد من صحة الشعارات وتوقيتها بسبب التعتيم الإعلامي الذي يفرضه النظام في البلاد.

وفي تسجيل تداوله رواد الإنترنت في مدينة شهركرد (وسط) تجمع المحتجون حول المركز الرئيس للأمن الداخلي واتهموا رئيس البلاد بعدم القدرة على تنفيذ شعاراته الانتخابية ومنها القضاء على البطالة والتضخم.

وكان من الشعارات الأساسية للحملة الانتخابية لإبراهيم رئيسي مكافحة الغلاء والتضخم في إيران.

وتزامنت الاحتجاجات مع إعلان السلطات رفع أسعار الدجاج والبيض ومنتجات الألبان.

وفي هذه الأثناء سجل سعر الدولار رقماً قياسياً جديداً إذ تعدى حاجز 30 ألف تومان في تطور ينذر بصعوبات اقتصادية في البلد الذي يسعى لإحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.

شارك