اسرار | في حقبة الإماميين الجُدد.. ملايين اليمنيين يقدمون أقواتهم وأطفالهم للحوثيين مقابل العيش وتجنباً للتغييب القسري

في حقبة الإماميين الجُدد.. ملايين اليمنيين يقدمون أقواتهم وأطفالهم للحوثيين مقابل العيش وتجنباً للتغييب القسري

اسرار سياسية

يتعرض ملايين اليمنيين في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي خلال السنوات السبع الأخيرة لأكبر عملية نهب منظم لأموالهم وما يحصلون عليه من مساعدات، ما دفع بهم إلى قعر هاوية الفقر والمجاعة، في عملية تجويع وتنكيل منظمة أعادت إلى الأذهان حقبة الحكم الإمامي الكهنوتي لبيت حميد الدين.

كثّفت مليشيا الحوثي، مؤخراً، من حملات الجباية تحت مسميات مختلفة تصدرها دفع الزكاة بواقع 700 ريال عن كل فرد، إضافة إلى فرضها مبالغ مالية باهظة على المحلات التجارية والباعة المتجولين والبساطين وغيرهم.

ومع كل حملة إتاوات تنفذها المليشيا تستخدم طرقا متعددة للي أذرع المواطنين بإجبارهم على عرض سندات المالية لتسديد 700 ريال عن كل فرد في الأسرة زكاة الفطر، مقابل السماح لهم بالحصول على الخدمات الأساسية في مقدمتها مادة الغاز المنزلي.

مصادر محلية في مدينة دمت، التي تتخذ منها المليشيا مركزا لمحافظة الضالع الواقعة (جنوبي البلاد)، أكدت لوكالة “خبر” أن مشرفي مليشيا الحوثي وجهوا عقال الحارات ومندوبي بيع مادة الغاز المنزلي بعدم بيع مادة الغاز للمواطنين إلا بعد عرض سندات تسديد رسوم زكاة الفطر لكامل كل أسرة، بالرغم من أن المواطن يحصل على مادة الغاز بقيمة مدفوعة تتخطى حاجز 10 آلاف ريال للأسطوانة الواحدة عبوة 20 لتراً.

مصادر مطابقة في العاصمة صنعاء أكدت أن ذات القرار يسري على سكان المحافظة، مشيرة في سياق حديثها لـ”خبر” أن المليشيا الحوثية المدعومة إيرانياً لم تستثن بقرارها أيا من المناطق الخاضعة لسيطرتها، وأن المواطنين يلجأون لشراء الغاز من محطات التعبئة التجارية بسعر يصل إلى نحو 18 ألف ريال.

في سياق متصل، قالت مصادر تجارية، إن مسلحي المليشيا داهموا بعشرات الأطقم عددا من المحلات التجارية في أسواق صنعاء وفرضت على كل محل مبلغا يراوح بين 500 ألف ريال للبقالة الصغيرة إلى مليوني ريال للمحلات الكبيرة.

ووفقا للمصادر، غالبا ما يقع المعارضون لقرارات المليشيا ضحايا تهم كيدية تلفقها ضدهم وتزج بهم في معتقلات التغييب، وإشعال خلافات فيما بينهم وآخرين، علاوة على ابتزازها أقارب الضحية بمبالغ مالية كبيرة نظير البحث عنه والوصول إليه ومن ثم تقديم ضمانات مالية وتجارية، كل ذلك يكفل لها إنهاء مسيرة الفرد التجارية.

وذكرت أن الحوثيين جمعوا خلال الأسبوعين الماضيين من التجار بمديرية القاعدة وحدها التابعة إدراياً بمحافظة إب (وسط البلاد)، نحو 120 مليون ريال يمني.

نهب المساعدات والمعونات

ولم تسلم حتى المساعدات والمعونات التي تحصل عليها الجمعيات والمنظمات الحكومية والخاصة التي عينت مليشيا الحوثي عليها قيادات من عناصرها، من النهب، الذي تطور إلى صراع حاد بين قيادات المليشيا.

وكشفت وثائق فساد المدعو مهند المتوكل الذي عين رئيساً لجمعية مستقبل اليمن لرعاية المعاقين باختلاس 103 ملايين ريال يمني كانت قد قدمتها شركات تجارية تحت مسمى توفير سيارات حديثة لجرحى المليشيا.

ولم يكتف القيادي الحوثي “المتوكل” بذلك، بل حصل على مبالغ أخرى من رجال أعمال تحت مسمى جمركة وضرائب السيارات وجميعها وضعت بين الاستثمارات الخاصة له.

وذكرت المصادر أن المليشيا ومنظماتها التي فرختها طوال الفترة الماضية تستغل شهر رمضان لتحقيق مكاسب كبيرة تذهب لصالح قيادات بارزة لديها ممن عينتهم على رأس تلك المنظمات والجمعيات، وممن يقفون وراءهم من قيادات الصف الأول لدى المليشيا.

وأوضحت المصادر أن جميع الجرحى الذين يحظون برعاية حوثية هم ممن ينحدر من ذات السلالة، في حين يقابل الإهمال والتهميش جرحى أبناء القبائل الذين تم التغرير بهم والتحقوا بصفوف مقاتليها.

ومن يوم إلى آخر تتفاقم الأوضاع المعيشية لدى ملايين اليمنيين ومصارعتهم الجوع في منأى عن الواجبات المناطة بسلطة الأمر الواقع الحوثية إثر ارتفاع الأسعار المستمر وانقطاع المرتبات لأكثر من ست سنوات من جانب، ومن جانب آخر تحت حدة الجبايات والإتاوات الشبه أسبوعية والاستحواذ على المساعدات والإعانات الخارجية والداخلية من جانب آخر.

وفي حقبة حكم مليشيا الحوثي “الإماميين الجدد”، أصبح ملايين اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها يدفعون أقواتهم وأطفالهم في جبايات تعددت مسمياتها، مقابل السماح لهم بالعيش والحصول على خدمات باتت في الاساس مدفوعة، وتجنبا لتهمة كيدية تودي بهم في قعر التغييب والتعذيب الحوثي الذي غالبا ما ينتهي بإعاقة أو فاة الضحية، أو إصابته بمرض نفسي في أحسن الأحوال.

شارك