صنعاء .. معلمو المدارس ينفذون إضراباً شاملاً احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم

صنعاء .. معلمو المدارس ينفذون إضراباً شاملاً احتجاجاً على عدم صرف مستحقاتهم

اسرار سياسية

نفذ المعلمون في مختلف مدارس صنعاء، إضراباً شاملاً احتجاجًا على سياسة التجويع التي انتهجها الحوثي، بعد تراجع سلطة الأمر الواقع عن وعودها السابقة بصرف مستحقات شهرية لهم.

وذكر مصدر تربوي بأن المعلمين في مديرية الثورة ومديريات أخرى بالأمانة نفذوا إضراباً عن الحضور لمدارسهم منذ بداية الدوام المدرسي للنصف الثاني، وكل ما يطالبون به هو صرف الـ(30) الألف ريال من صندوق المعلم، ومستحقاتهم ورواتبهم.

وبحسب المصدر، فإنه بدلاً أن يوجه المشاط عبر مدير مكتبه، الحكومة بصرف مستحقاتهم، يتم تهديدهم من قبل مدير مكتب التربية بالثورة، وﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﺑﻤﻜﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺑﺎلأﻣﺎﻧﺔ عبد الرحمن الفصيح بالفصل إذا لم يعودوا لمدارسهم.

وكانت وزارة التربية في حكومة المليشيا، غير المعترف بها، قد أعلنت عن صرف مبلغ 30 ألف ريال شهريا لكل المعلمين والعاملين في المدارس ابتداءً من شهر سبتمبر الماضي غير أن المليشيا نكثت بوعودها.

وشكل وزير تربية الحوثي يحيى بدرالدين الحوثي ما أسماه “صندوق المعلم” حيث يتحصل هذا الصندوق على إيرادات ضخمة من ضرائب وجمارك مضافة على بعض السلع وكذا رسوم إضافية على بعض الخدمات، بحجة تسليم رواتب شهرية للمعلمين.

وقال مصدر تربوي، إن الصندوق الجديد يتحصل على مبالغ شهرية كبيرة غير أن جشع المليشيا الحوثية الإرهابية والفساد الكبير عرقل عملية الصرف.

وأضاف، إن المدارس الحكومية معطلة عن العمل بسبب الإضراب الشامل من المعلمين الذين يتضورون جوعا حيث مثل تراجع المليشيا عن صرف الإعانات الشهرية صدمة كبيرة لهم.

يشار إلى أن هذا الإضراب المفتوح وشبه الكلي جاء نتيجة لاستمرار مليشيا الحوثي مصادرتها للمرتبات، كما أنها صادرت منحاً عدة من منظمات دولية تدعم التعليم، مما تسبب بإيقاف هذه المنح.. وتنصلها من وعودها التي سبقت تدشين العام الدراسي الحالي، ويعد ذلك تطوراً لافتاً وينذر باحتجاجات أوسع ضد المليشيا، وقد يتوسع إلى محافظات أخرى.

وسارعت لجان حوثية إلى النزول للمدارس لتفادي استمرار الإضراب.

وعبر معلمون عن استيائهم وأنهم غير راضين عن الصمت وما تسببت به المليشيا من معاناة والتي مست لقمة عيشهم، كما أنها تريد، حد تعبيرهم، استمرار العملية التعليمية وكأنهم ليسوا بشر ولديهم أطفال يتضورون جوعاً.

وبحسب وسائل إعلام، فإن معلمين آخرين واجهوا أعضاء اللجان في مدارسهم، بأن لكل شيء حدودا، كما أنه لم يبق شيء يخافون عليه، في ظل الوضع الذي يعيشونه مع أسرهم، والتي وصلت إلى أن المطالب بحقه مدان، وهو أمر ترفضه الشرائع قبل القوانين.

وللمرة الأولى يصر معلمون كثر وفي مدارس عدة على عدم مقابلة اللجان، أو التفاوض معها، والامتناع عن مقابلة أي وساطات، وقد طلبوا من المديرين والوكلاء عدم التدخل، إلا إن ضمنوا لهم توفير مستحقاتهم.

إلى ذلك أكد تربويون أن مكاتب التربية، وصلها تعميم صريح من المليشيا، على أن يتم إرساله إلى كل المناطق التعليمية والمكاتب والمدارس والتي بدورها تبلغ المدرسين المضربين بأنه لا يوجد لهم أي مستحق، كما أن الحوافز تم صرف النظر عنها.

وتتضمن الأوامر العليا من قيادات المليشيا في التربية، إلزام المعلمين بالحضور ومواصلة التدريس، والتوجيه بصرف ما تسمى بالمشاركة المجتمعية لهم، وهي المبالغ الشهرية التي تم فرضها على الطلاب آخر كل شهر.

وفي أوقات سابقة تم الكشف بأن ما تسميه المليشيا بالمشاركة المجتمعية، تعمل على نهبه، ولا يصل إلى المعلمين سوى مبالغ صغيرة، لا تكفي ثمناً للمواصلات إلى مدارسهم.

شارك