اسرار | بالارقام والتفاصيل .. نهب للاموال وقتل للسكان | تعز 10 اعوام من الفوضى والخراب في عهد الاخوان

فساد وانتهاكات الإخوان في تعز.. نهبٌ للأموال وقتلٌ للسكان وتصفية النشطاء .. سلاح الجماعة لقمع الاحتجاجات
اتسعت رقعة الفوضى في مدينة تعز، الخاضعة لسيطرة الإصلاح -جناح الإخوان المسلمين في اليمن- في الوقت الذي تواصل فصائل الحزب حملتها ضد القيادات المعارضة والصحفيين والناشطين داخل المحافظة.
وفي الوقت الذي تفاقمت فيه حدة الاحتجاجات في محافظة تعز ضد فساد السلطة الإخوانية، لجأت “الأخيرة” إلى تحريك كتائبها المسلحة لاصطياد مناهضيها.
نهاية الاسبوع الماضي اعتدت عصابة مسلحة، قادها المدعو قائد الطويل، على الناشط والمعارض لتنظيم عبدالحليم المجعشي، في مدينة تعز، في ظل أوضاع متوترة تشهدها المحافظة على الصعيدين السياسي والأمني.
وجرى الاعتداء مساء الجمعة، عند خروج المجشعي من أداء صلاة العشاء، إذ حاول القيادي الإخواني الاعتداء عليه بعصا خشبية، وعند تنحيه جانبًا هاجمه في قدمه اليمنى جوار الركبة، فسقط ودخل في حالة إغماء.
وفيما حاولت العصابة الإخوانية مواصلة الاعتداء على المجشعي وهو طريح الأرض، تدخل بعض المارة وحالوا دون إكمال الاعتداء عليه، وتم نقل المعتدى عليه إلى مستشفى الثورة، وتبين أنه أصيب بكسر في القدم.
ولدى مغادرته المستشفى، حرّر المجشعي بلاغًا في قسم الشرطة، لكن فوجئ بمطالبته بدفع مبالغ مالية للأطقم من أجل مطاردة الجاني وضبطه، دون أن يتم القبض على الجاني حتى الآن.
الاعتداء على المجشعي جاء بعد يومين من حادثة محاولة اغتيال تعرض لها الناشط المناهض لتنظيم الإخوان عبد الله فرحان في مدينة تعز، لمحاولة اغتيال على يد مسلحين أثناء قيادته سيارته في منطقة حبيل سلمان بمدينة تعز، لكن نجا من الهجوم وفرّ من المسلحين.
ولم يصب الناشط فرحان بأذى، فيما دمرت زجاجات وإطارات سيارته، بينما المسلحون باتجاه جهة مجهولة، دون أن تتعقبهم جهات الأمن.
تصاعد حدة الاعتداءات ضد النشطاء جاء تنفيذًا لخطة وضعها حزب الإصلاح في محافظة تعز، وتضمنت العمل على استهداف المعارضين الذين يحشدون للمشاركة في الاحتجاجات المندلعة ضد الفساد.
وحرك حزب الإصلاح، محور تعز الخاضعة لسيطرته، للتحرك من أجل إخماد الاحتجاجات عبر تتبع القيادات والشخصيات الناشطة على الصعيد السياسي، سواء من خلال اعتقالها أو اغتيالها، إذ تتهمها قيادة المحور بأنها تعمل على تكدير الأمن العام.
لجوء تنظيم الإخوان لقمع الاحتجاجات يراه محللون معبرًا عن موجة قلق من خروج الأمور عن السيطرة، إذا ما اتسعت رقعة الغضب من جرّاء ممارسات الفساد التي ترتكبها السلطة الإخوانية المسيطرة على محافظة تعز.
واستغلت السلطة الإخوانية قبضتها على محافظة تعز، وتوسعت في ممارسات الفساد من جانب، مع العمل على ترسيخ سلطة قمعية تتوسع في ارتكاب الانتهاكات والجرائم ضد معارضي التنظيم.
ووثقت تقارير حقوقية، أن مليشيا الإخوان ارتكبت 30 ألف انتهاك في مدينة تعز خلال الفترة من 2015 إلى 2020، بما فيه تشييد 30 سجنا سريا، وجرائم إعدامات وتصفيات فردية وجماعية ضد كل من يعارض سياسات حزب الإصلاح.
وتعيش تعز حاليًّا أوضاعًا شديدة الالتهاب بالنظر إلى إتساع دائرة الاحتجاجات على فساد السلطة الإخوانية هناك، وما أحدثه ذلك من تزايد كبير في الأعباء على قطاعات عريضة من السكان، عبر فرض الإتاوات والجبايات ونهب التبرعات والسطو على الأموال العامة، بما ساعد قيادات الإخوان على تكوين ثروات ضخمة.
وأكثر جرائم الفساد الإخوانية التي أثارت غضًا عارمًا تمثلت في إعلانها السلطات في تعز نفيرًا عامًا وتعبئة عسكرية لمواجهة الحوثيين، وتسخير كافة الجهود المالية في سبيل ذلك، بما فيها استقطاع أقساط من مرتبات الموظفين المدنيين، دون أن يحدث شيء على الأرض.
وتشهد جبهات القتال في الحوثيين والإخوان في تعز، موتًا سريريًّا، عزَّزته اتفاقات مشتركة بين الجانبين، قادت إلى تعزيز سيطرتهما على المحافظة بالتقاسم فيما بينهما.
بالاسماء والتفاصيل الكشف عن اعدامات ميدانية وسجون سرية وجرائم ارهابية يقوم بها الاخوان ومليشياتهم بتعز (تقرير)
الى ذلك كشفت تقارير حقوقية عن ارتكاب تنظيم الاخوان في تعز (حزب الاصلاح ) لقرابة 3000 الف جريمة ارهابية بشعة بحق ابناء محافظة تعز خلال الفترة الماضية
وقالت منظمة حق” للدفاع عن الحقوق والحريات إنها رصدت 2700 ضحية من مواطني محافظة تعز وسط اليمن، تعرضوا لانتهاكات حقوقية ما بين الاعتقال والاخفاء القسري والتعذيب، وأن 120 تعرضوا للاعدامات الميدانية البشعة خلال العام الماضي
وأشارت المنظمة في تقريرها الميداني الذي رصد الانتهاكات الحقوقية بحق المواطنين في محافظة تعز اليمنية ما بين مايو 2015م- أغسطس 2017م، إلى أن معظم الانتهاكات كانت الجهات المسؤولة عنها تتوزع ما بين حزب الإصلاح، تنظيم الدولة (داعش)، كتائب حسم، حماة العقيدة.
وعني التقرير، الذي أصدرته المنظمة أوائل العام 2020، الذي حصلنا على نسخة منه برصد الانتهاكات التي تقوم بها المجاميع المسلحة المحسوبة على الشرعية في محافظة تعز، ، وتتبعها خلال سنتين على الأقل وفقاً لرصد ميداني ومقابلات وشهادات من الضحايا أو أقاربهم.
وأوضح التقرير أن حوالي 21 مبنى من المباني الأهلية والحكومية حولتها مليشيا حزب الإصلاح، وبعض التنظيمات الأخرى، إلى سجون ومعتقلات سرية تودع فيها معارضيها في إجراءات خارج إطار القانون.
وسرد تقرير المنظمة، بالصور والأسماء، السجون السرية المشار إليها على النحو الآتي:
مبنى الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة- مركز اعتقال وممارسة تعذيب- حزب الإصلاح.
المعهد الوطني للعلوم الإدارية- مركز اعتقال وتعذيب- حزب الإصلاح.
مبنى اتحاد نساء اليمن- مركز اعتقال- حزب الإصلاح.
مبنى السعودي (ملكية خاصة) مركز اعتقال + سكن للعناصر المسلحة- تنظيم الدولة (داعش).
مبنى الغرفة التجارية- محكمة شرعية للتنظيمات المتطرفة- تنظيم الدولة (داعش)، ومليشيا حزب الإصلاح.
مبنى مؤسسة السعيد للعلوم الثقافية (ملكية خاصة)، مركز اعتقال+ سكن للعناصر المسلحة- كتائب حسم [سلفية متشددة].
مبنى محافظة تعز- سكن مقاتلي حزب الإصلاح- مركز اعتقال- حزب الإصلاح.
مبنى نادي تعز السياحي- مركز اعتقال- ثكنة عسكرية- قائد اللواء 22 ميكا (صادق سرحان).
مبنى نادي الصقر الرياضي- مركز اعتقال+ سكن للعناصر المسلحة- كتائب حسم.
مبنى المعهد المهني- ثكنة عسكرية- قائد اللواء 22 ميكا (صادق سرحان).
سائلة عصيفرة- مسرح جرائم الإعدامات المكشوفة في المدينة- في المربع الأمني الواقع تحت سيطرة حزب الإصلاح وجماعة “حماة العقيدة” السلفية المتشددة.
وأضاف التقرير إن عدداً من المدارس الحكومية تم السيطرة عليها، وحرمان الدارسين فيها من التعليم لعاميين متتاليين، إذ تم تحوليها إلى معتقلات، أو ثكنات عسكرية، أو مراكز لتدريب المقاتلين. مشيراً إلى أن 9066 طالباً وطالبة من منتسبي هذه المدارس تم حرمانهم من الحق في التعليم. و605 موظفاً وموظفةً لم يتمكنوا من أداء مهامهم فيها.
وسمى التقرير المدارس التي تم السيطرة عليها، والجهات التي سيطرت عليها والوضع الذي أصبحت عليه، وهي كالآتي:
مدرسة النهضة (حزب الإصلاح- معتقل).
مدرسة الصديق (حزب الإصلاح- معتقل).
مدرسة الحمزة (تنظيم الدولة- معتقل).
مدرسة الشعب (كتائب حسم- معتقل).
مدرسة زيد الموشكي (حزب الإصلاح- معتقل).
مدرسة باكثير (حزب الإصلاح، محور قيادة تعز- معتقل مركزي).
مدرسة 26 سبتمبر (الشرطة العسكرية- ثكنة).
مدرسة نعمة رسام (حزب الإصلاح+ قيادة المحور، مركز تدريب- فرق الاغتيالات).
مدرسة سبأ الجديدة (قائد اللواء 22 ميكا “صادق سرحان”- مركز تدريب).
مدرسة أروى (تنظيم انصار الشريعة- محكمة شرعية).
وسرد التقرير العديد من نماذج التعذيب النفسي والجسدي والاختطاف والاخفاء القسري التي قامت بها المليشيا الإسلامية في محافظة تعز، كما أورد التقرير عدداً من الشهادات لضحايا الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا الدينية في مدينة تعز، وقال الضحية (أ. ي. ع. م)، في إفادته للمنظمة، إنه تم اعتقاله قبل حواي سنة ونصف، من الحي الذي يسكن فيه واقتياده إلى مكان مجهول قبل أن ينقل إلى معتقل (مدرسة النهضة) موجهين له تهمة انتمائه لجماعة الحوثي، و”سَبّ حزب الإصلاح”، مشيراً إلى أنه بعد أن تم إطلاق سراحه أصبح يعاني من أضرار نفسية حتمت عليه تعاطي المهدئات النفسية.
وإلى جانب اختطاف الأطفال، وتجنيد التربويين، يورد التقرير العدد من الشهادات للضحايا التي تفيد بأنه كان يطلب منهم فدية مالية مقابل إطلاق سراحهم، وقال الضحية (م. ع. ص): “تم اختطافي من أحد الشوارع في المدينة وإيداعي معتقل “مدرسة النهضة”، التابع لحزب الإصلاح، حيث قضيت عدة شهور في ذلك المعتقل، ومن ثم تم نقلي إلى معتقل “مبنى الجهاز المركزي للرقابة والحاسبة”، حيث قضيت هناك ما تبقى من فترة اعتقالي الذي دام تسعة أشهر ولم توجه إلي أي تهمة”.
مضيفاً أنه تعرض للتعذيب، وكان “خروجه” بمقابل فدية مالية دفعها والده بلغت 600 ألف ريال يمني، بعد أن تم تحذيره قبل إطلاق سراحه بأن لا يبلغ أي جهة كانت فيما يتعلق بعملية اعتقاله وطريقة خروجه من المعتقل.