اسرار | تكشف كيف تمت عملية إسقاط المنطقة؟ | “العَود”.. الأرض المذبوحة بيد الانقلاب والخونة وبمباركة رئاسية (1)

منطقة العود

اسرار | كيف تمت عملية إسقاط المنطقة؟ | “العَود”.. الأرض المذبوحة بيد الانقلاب والخونة وبمباركة رئاسية (1)

#اسرار_سياسية – وكالة خبر :
العَود.. اسم تنحدر عراقته من “عود بن سالم الحميري”، ويضم (11) عزلة، تترامى على شريط طويل، يبدأ من ضفاف وادي بنا، شمالي مدينة دمت عاصمة المديرية التي تتبع إدارياً محافظة الضالع، ويمتد على الجزء الحدودي لمديريتي النادرة وقعطبة، جنوبي الأولى، شمال وشمال غربي الأخيرة، وأمَّا الأولى فتتبع إدارياً محافظة إب، فيما الأخيرة تتبع محافظة الضالع وفقاً للتقسيم الإداري الجديد، وأمَّا “العود” فيستمر امتداده حتى حدود منطقة “الشعر” ومديرية “بعدان” شمال غربي الضالع. وبهذا توزعت “عُزل العود” الاثنتا عشرة على ثلاث مديريات هي: (دمت- النادرة- قعطبة).

إدارياً، هذا هو العود، وجغرافياً يضم سلسلة جبلية من حدود دمت ومريس وتخترق قعطبة والنادرة وحتى الشعر وبعدان، ولهذا أطلق عليه بمعية مريس “بوابة الضالع الشمالية”..

العود والمخابرات

لا توجد حاضنة للمليشيا في منطقة العود، باستثناء قلة قليلة في قرى لا تتجاوز عدد أصابع اليد مقارنة بمخلاف عدد قراه بالعشرات ومن أبرزها قرى (الدوير – المسقاه – شليل – الاحرم – بيت النهام… وغيرها)، أما أشهر الأسر التي تقطن فيه هي: (الشامي – السقاف – الغرباني- عنتر – النهام – الأشول.. وغيرها).

جبال استراتيجية

شيخ قبلي، طلب عدم ذكر اسمه، أكد لوكالة “خبر”، أن غياب الحاضنة يشكّل نقطة ضعف ثانية لدى المليشيا حينما تفكر بإسقاط العود والسيطرة على مختلف مواقعه الاستراتيجية والتي من أبرزها: (جبل مضرح الاستراتيجي – نقيل حده – جبل حضار – جبل منقير – جبل العود – جبال السور …الخ)، والتي يمثل سقوطها فرط مسبحة جبهة مريس شمالي الضالع، وجبهة حمك شمال غربي الضالع، والالتفاف على المواقع والجبال الاستراتيجية التي تسيطر عليها قوات تابعة للشرعية ورجال المقاومة في مريس، التي أبرزها جبل ناصة الاستراتيجي، وسلسلة جبال هجار وباب غلق جنوب غربي مريس، التي تقع شمال غربي قعطبة، وهنا تجلّت الأهمية الكبرى لمنطقة العود بالنسبة لمليشيا الحوثي، ونظراً لما تقتضية ملصلحتها العليا، قررت تسليم ملف (إسقاط العود) لجهاز المخابرات الذي يسيطر عليه ويديره (آل الشامي).

ويضيف: “ولأن بيت الشامي من العود نفسه ولأنهم الدولة العميقة داخل الدولة اليمنية من زمان هم وعلي محسن الأحمر، كان كل طرف منهم لديه موالون مرتبطون به بشكل مباشر وغير مباشر، ونشط ذلك الارتباط في أحداث 2011 أو ما تسمى بـ”ثورات الربيع العربي”، وتم تشكيل جماعات تتبعهم في ساحات الاعتصام -آنذاك- في كل من إب وصنعاء تحديداً، وهناك مشايخ وشخصيات اجتماعية شكلت إئتلافات في الساحات وتتلقى دعماً من بيت الشامي لتمويلها وأنشطتها، ولذلك تجد أن معظمهم جمهوري في النهار وملكي في المساء، وهذه أحد أسباب مشاركتهم في تقديم العود ذبيحة”.

كيف تمت عملية إسقاط العود؟

وعن خطة إسقاط العود، قال خبير بالشئون العسكرية لوكالة “خبر”، إنه تم تقسيم العود إلى ثلاثة قطاعات:

الأول، يضم عزل: (بيت الصيادي ومنقير – حدة – الاعشور)، وهو القطاع المحاذي لمريس.

القطاع الثاني، ويضم: (جبل سَترْ – جبل العود – بيت فاضل وذودان ).

القطاع الثالث، ويضم: (جبال السور- منخلة – يبار – حمك ).

مشيراً إلى أنه تم تنفيذ خطة الإسقاط على مراحل، إلا أن أشدها وقعاً على الطرف الآخر، هو سقوط عزلتي حدة والاعشور في 23 مارس 2019، والتي تمت عقب إحكام السيطرة العسكرية الكاملة على سلسلة جبال منقير.

وكشف الخبير العسكري أن جهاز المخابرات الحوثي دأب على الإيقاع بكبار شخصيات العود، مشايخ وشخصيات اجتماعية وعسكرية، ووضعهم أمام خيار واحد هو التعاون الجاد والفاعل أو تخوين، وهذا يعني التمهيد لتصفيتهم، فقد عرفت هذه المليشيا بتصفية كل من لا يتعاون معها خصوصاً في مثل هكذا مراحل تجدها في غاية الأهمية والحساسية، وهنا ظهر مشايخ العود وأنجالهم يزفون العود عروسة للميليشيا لتفض عذريتها أمام أعينهم.

ويوضح الخبير العسكري، استخدم الجناح الاستخباراتي لدى المليشيا طريقة إحراق أوراق المتعاونين والموالين مع مشايخ العود والضباط المتعاونين معها، حتى لا يفكر أي منهم باتخاذ أي خطوة تراجع مستقبلاً.

مشايخ خونة

في الوقت نفسه تداول ناشطون على منصات التواصل الاجتماعي قائمة بأسماء ضمت عدداً من مشايخ ومسؤولين من أبناء العود لدى سلطة المليشيا وصفوهم بـ”الخونة”، وقالوا إنهم مثلوا اليد اليمين لمليشيا الحوثي في إسقاط العود، وهو ما أكدته مصادر محلية لوكالة “خبر”، وأبرزهم:

الشيخ عبدالواحد الصيادي ونجله أكرم عبدالواحد الصيادي “مدير ناحية السدة”
الشيخ حزام فاضل “عضو مجلس النواب”
الشيخ سلطان فاضل مدير ناحية دمت
الشيخ مفيد عبده محمد الحالمي وكيل وزارة
الشيخ وليد شاكر بابكر
الشيخ عبدالله محمد حمود الصباري
الشيخ نبيل المضرحي
الشيخ محمود داجنه
الأستاذ إبراهيم الساروي
الشيخ عبدالعزيز عياش

سقوط مدوٍ

استيقظ السكان في عزلتي (حدة) و(الاعشور) -الأولى تتبع النادرة إدارياً، والثانية تتبع قعطبة- صبيحة 23 مارس 2019م، على يوم غير سائر الأيام، التباب المتاخمة للقرى مفخخة بمليشيا مسلحة ترتدي الزي الشعبي وأسلحتها على أكتافها، فيما آخرون يتمركزون على مرتفعات صخرية تطل على منازل المواطنين، وبينهما مسافة لا تتجاوز مرمى حجر.

مشاهد سينمائية

لا ينتهي المشهد عند هذه الصورة، حيث يقول “ص. الدودحي”، كالعادة استيقظنا مع شروق الشمس ليفاجئنا مشهد أشبه بالمشاهد السينمائية، وعشرات العناصر المليشاوية يتسلقون الجبال كالنمل، بينما عشرات الأطقم العسكرية ذهاباً وإياباً.

وأضاف الدودحي: “تمت عملية الانتشار والتمركز سريعاً، حيث يبدو أنها بدأت من ساعات الفجر الأولى، وبعد أن أنهت المليشيات إحكام سيطرتها على كافة قرى وجبال وتباب عزلة (حدة)، تسللت مجاميع كبيرة إلى عزلة الاعشور وتوغلت في معظم شعابها وجبالها، وأبرز الجبال التي تسللت إليه هو جبل السوداء والذي يمكن لها بواسطته الالتفاف على جبهة مريس وإسقاط “عدنة الشامي” وجبل ناصة الاستراتيجي، وهو أهم موقع استراتيجي في منطقة مريس، وهناك بدأت المواجهة حين انطلقت أول طلقة لرجال المقاومة الشعبية من فوهة بندقية المناضل الشهيد مرشد الشوكي العاشرة صباحاً في الـ23 من مارس 2019، وخوضه مواجهة شرسة ضد عناصر تابعة للمليشيا تتسلل نحو جبل السوداء على تخوم بيت الشوكي، ليرتقي شهيداً”.

نداءات استغاثة وخذلان رئاسي

وأكد، أطلق السكان نداءات استغاثة إلى قيادة التحالف ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، ووزير دفاعهما، ولكن كل ذلك قابله صمت، لتتساط تباعاً بيد المليشيا الحوثية، عزل حدة والاعشور والشرنمة العليا والشرنمة السفلى وغيرها، وسيطرت المليشيا على جبل ناصة الاستراتيجي وجبل العود، جبل حضار، جبل ستر، جبال السور، منخلة، جبال العرايف، ثم الفاخر وشخب وقبلهما هجار وشليل وبيت الشرجي، حتى سقطت مدينة قعطبة، وكانت القوات الوحيدة التي شاركت هي وحدات تابعة للحزام الأمني وألوية العمالقة وحراس الجمهورية واللواء 30 مدرع، في الوقت الذي قابل الجبهة خذلان رئاسي وإخواني، حيث سلمت وحدات عسكرية في بعض الألوية المرابطة في مريس والتابعة لحزب الإصلاح عدداً من مواقع مريس، بالمقابل هو حال المعسكر التابع للقوات الخاصة الذي يقوده العميد عبده الحالمي.. وهكذا تشارك في ذبيحة العود مشايخ خونة وخذلان رئاسي.

منذ ذلك الحين بدأت المليشيا بممارسة مختلف صنوف الإذلال، وقيام قيادات تابعة لها بحضور جلسات المقيل في بعض الأرياف وإلقاء محاضرات طائفية ومذهبية، ومنع الأهالي من حمل السلاح، والنزول إلى المدارس لاستهداف المبرزين وأخذهم دورات تحمل مسمى “عناية خاصة”، وجمع جبايات شهرية باسم “زكاة”، أما من يعارض أو يعترض أياً من ذلك ينتهي به الأمر خلف القضبان.

شارك