اسرار اليمن | رصد لخدمات الشرعية للحوثي في طريقه الى كتاف

رصد لخدمات الشرعية للحوثي في طريقه الى كتاف

 

كتب/ أمين الوائلي:

التمكين للحوثي كان دائماً موضوع احتجاج وانزعاج خلال التقارير والأخبار والكتابات التي واكبت يوميات الحرب المباعة والجبهات المضاعة طولاً وعرضاً.

حدث ذلك من وقت مبكر، قبل كتاف بكثير، وفي الطريق إلى كتاف، مروراً بمأساة لواء الوحدة (الفتح، بتسمية الجيش الوطني).

من صرواح مأرب إلى الجوف والبيضاء، وحتى خطيئة خذلان وترك وإباحة حجور حجة ومقاومتها المحلية لقمة سائغة للحوثيين على مرمى ومرأى من ألوية العسكرية الخامسة وتحت سمع وبصر الدفاع والرئاسة.

تواصلت حلقات مسلسل التداعي الميداني في جبهات متباعدة شمالاً ووسطاً وعلى مشارف الجنوب، بطريقة لا يُحتاج معها إلى ذكاء لمعرفة طبيعة ما يحدث.

قلنا ذلك حتى بُحت أصواتنا. وكتبنا وواكبنا الحوادث والفواجع تباعاً. جبهات تتعرض لإماتة مع سبق إصرار. وحرب مباعة، أو كأنها بيعت.

كل الذي قيل ويقال هو اتهام من يكتب عن ذلك بالعمالة؛ لفضائيين يتربصون الدوائر بالشرعية المصون في غيابة الفنادق.

انتصارات مجانية تتاح ميدانياً، للحوثيين الذين يتنقلون بحشودهم وقواتهم بين المحافظات بأريحية ويقين من يمتلك الضمانات حول مأمونية الجبهات وأنه لن يؤخذ من أي منها. الجبهات المصمتة أو قيد الإماتة القسرية.

خذلان وخنق جبهة ومعركة الحديدة جاءت في السياق تماماً، حتى لا يقال إنّ جبهة انتصرت وشذت عن أخواتها الشماليات المحصنات بالشرعية. شرعية الانهزام للحوثة.

لتتاح بعدها حجور تستباح تعز القديمة. قبل أن ينتقل المسلسل إلى العود في إب وعلى مشارف الضالع حيث جيَّش الحوثيون وحشدوا جهة الضالع وحد يافع من جهة البيضاء.

أتفق أن الجبهات كلها كانت تساعد الحوثيين لإعادة اجتياح الضالع ولحج واستعادة المعارك جنوباً ونحو عدن.

وليست الجبهات وحدها. نستذكر حملات إعلامية وفي مواقع التواصل على خط واحد مع الاندفاعة جنوباً.

هنا.. صارت الأمور أوضح من كل ما يقال. هنا تحديداً وليس في أي وقت أو توقيت لاحق البداية الحقيقية لأحداث الجنوب.

أحداث عدن وأبين وشبوة في وقت متأخر ما هي إلا تحصيل ونتيجة متوقعة وطبيعية لكل ما سبق.

وعلى هذا المنوال سينظر إلى أحداث وفجائع بل فضائح كتاف الأخيرة وفيما بعد أحداث عدن وأبين وشبوة، باعتبارها من توابع الزلزال. هناك مقدمات.. وهذه نتائج.

تسليم واستلام ليس أقل. رداً على إفشال المخطط. مخطط اجتياح الجنوب وعدن مرتين. مرة من جهة الضالع ويافع. ومرة من جهة شبوة وأبين.

الدعوات إلى إخلاء الحدود وسحب الجنود تزامنت وهذه المفترقات. وسبقت بقليل مذبحة لواء الفتح. ولواء الفتح أيضاً ضمن صفقة كتاف الفاضحة أخيراً.

المسارات السياسية هي الأخرى كانت وثيقة الصلة والترابط بالمسارات العسكرية وفي الجبهات. وصولاً إلى مسقط أخيراً…. وإلى سقطة كتاف.

وبقيت، خلال وبعد كل ذلك، جبهة واحدة هي قيد الصفقة الضمنية بموجب ما سبق.

المعافر/ الحجرية/ جنوب وريف تعز. بوابة عدن وكتف الساحل. وحدها بقيت الشغل الشاغل لجيش ومحور وقادة الشرعية أو إخوان الشرعية. أين يتحركون إلا هنا وفي هذه المنطقة؟

ما الذي ليس واضحاً في هذا السياق الواحد من التداعيات والتتابع اليومي علانية؟

ومتى لم يُقل أو يُكتب، في.. ومع.. كل هذا، في وقته أولاً بأول.. مع كل شيء شيء؟

حتى العميان سيرون الصورة بتفاصيلها.. وغاية في الوضوح.

لكن أيضاً، وبالعودة إلى شيخنا البردوني:

“ما لا يجري مفهومٌ … الجاري غيرُ المفهوم”.

شارك