حديث قصير مع حوثي

عبدالوهاب طواف 

………

 

ليلة الأمس تفاجأت بإتصال من صديق قديم إنقطع حبل التواصل معه منذ مطلع عام 2015م.

شعرت من خلال الحديث معه أن سَّكْرةُ 21 سبتمبر 2014 المشؤوم ذهبت وتلاشت وزالت.

سمعت منه حديث كأنه يصدر من قعر بئر مليئة بالأسى والحزن والخيبة والخوف والطمي.

أخاه وعمه قُتلا في لحظة واحدة وبقذيفة واحدة في مواجهة مع الجيش الوطني في ميدي في هذه الحرب اللعينة التي أشعلها الحوثي.

صديقي محبط وتائه كورقة صغيرة في محيط إسمه الشعب اليمني الكبير.

تبدد حلمهم بالحكم، وقبله بالأمن والأمان والسلم والسلام.

فقدوا ثقة الناس فيهم.

إتضحت نواياهم وخبثهم وحقدهم على الشعب اليمني.

كان في حديثه شارد الذهن زائغ التركيز ينشد الدفئ والسكينة.

قال: كنا نحرص على إستمرار تحالفنا مع صالح ونحن نعلم بحقده علينا وهو يعلم بموقفنا منه.

كنا نستشعر تنامي قوته على حساب قوتنا في الميدان. كان كعدو ينام معنا.

تحالفنا معه كان أفضل من تصفيته.

قرار تصفيته أُتخذ باكراً وكلما تأجل تعقد المشهد.

قال: كنت أتمنى لو نجحوا أصحابنا في ترتيب عملية إغتيال لصالح بسيارة مفخخة لكان أفضل بكثير؛ إلا أن إصرار إيران بقتله أمام الناس أربك حساباتنا.

أصحابنا غلطوا غلطة ستكلفهم الكثير.

نظرات الناس لنا صارت كسياط تجلد مؤاخراتنا.

تحاصرنا دعوات الجوعى والمشردين في كل زاوية نهرب إليها.

قال: أختي تحولت إلى ضابط تحقيق وتعذيب بعد تركها لمهنة طب الأسنان أثر قتل زوجها في معركة بنهم.

نعاني من عزلة داخل مجتمعنا الكبير.

صارت صنعاء سجن لنا قبل غيرنا.

كم هو مؤلم ومرهق أن تجد نفسك في مواجهة شعب بأكمله.

اليوم ننزف. وغداً سننزف. فقدنا الكثير والكثير والكثير.

وهانحن في طريقنا إلى فقدان البقية.

وعدوني أصحابي في المجلس السياسي بجواز عُماني للهجرة إلى الغرب هروباً بأطفالي.

لم يأتي الجواز، وطال الإنتظار وفقدت الأمل.

حزنت كثيراً عليه وقبله على الشعب اليمني المظلوم نتيجة جنون الهاشمية السياسية وأفكار شيطانية دمروا بها اليمن منذ أكثر من ألف ومائتي عام.

أعتذرت له بسبب عجزي عن مساعدته في ترتيب له ولأطفاله هجرة إلى أوروبا.

حسبنا الله ونعم الوكيل.

ملاحظة: غيرت بعض الأسماء والصفات حتى لا يُعرف صاحبها.

شارك