العرب اللندنية: حملة إخوانية على قيادة نجل صالح (أحمد علي ) للمعركة مع الحوثيين

استهدفت قيادات حزب صالح .. العرب اللندنية تكشف عن حملة إخوانية على قيادة أحمد علي للمعركة مع الحوثيين

 

اسرار سياسية – العرب :
وسع نشطاء حزب الإصلاح في اليمن (الإخوان المسلمون) دائرة هجومهم على قيادات حزب المؤتمر “جناح الرئيس السابق علي عبدالله صالح” لتشمل قيادات في حزب المؤتمر الموالي للشرعية، معارضين فتح قنوات الحوار معهم.

وقالت أوساط يمنية إن الحملة المكثفة ضد الحوار مع قياديين موالين للرئيس السابق، هدفها الأساسي قطع الطريق أمام تولي نجله أحمد علي عبدالله صالح أي مسؤولية في إدارة المعركة مع الحوثيين، ولاحقا في مرحلة ما بعد الحرب كونه المنافس الذي يحول دون حزب الإصلاح في السيطرة على اليمن وربطه بقطر وتركيا.

وطالت الحملات الإعلامية التي أطلقتها وسائل إعلام وناشطون محسوبون على حزب الإصلاح رئيس الوزراء في الحكومة الشرعية أحمد عبيد بن دغر، عقب مقال له طالب فيه بفتح صفحة جديدة مع حزب المؤتمر في الداخل وقياداته، إضافة إلى احتواء عائلة الرئيس السابق ونجله أحمد علي. واستند مقال بن دغر إلى ما قال إنه دعوة للعفو والمصالحة وطي خلافات الماضي مع تركة صالح السياسية والعائلية وردت على لسان الرئيس عبدربه منصور هادي وهي الدعوة التي جوبهت بحالة سخط من قبل إعلام حزب الإصلاح عبرت عنها مواقف كوادره الإعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي.

ووصف محللون سياسيون رفض حزب الإصلاح لأي مصالحة مع جناح الرئيس الراحل في حزب المؤتمر بأنه تعبير عن حالة القلق التي تعتري قيادات الإخوان من اندماج مكونات المؤتمر الهاربة من جحيم الحوثي وانتهاكاته بفرع الحزب في الشرعية الذي يقوده عبدربه منصور هادي، وهو الأمر الذي قد يغير من موازين القوى المختلة حاليا لصالح الإخوان في معسكر الشرعية.

وكشفت مصادر سياسية مطلعة لـ”العرب” عن رفض حزب الإصلاح الإخواني لأي دور في المرحلة القادمة لأحمد علي عبدالله صالح الذي يحظى بدعم التحالف العربي وتتحدث بعض الدوائر الخليجية عن قرب اضطلاعه بمهام سياسية وعسكرية في مواجهة الحوثيين في اليمن.

وأوضحت المصادر أن نجل الرئيس السابق لا يزال يبدي بعض التحفظات على ظهوره في المشهد اليمني الذي احتجب عنه منذ تعيينه سفيرا في دولة الإمارات عقب الإطاحة بوالده في أعقاب الاحتجاجات التي شهدتها صنعاء في العام 2011.

وأشارت إلى تخوفات أحمد صالح من الخوض في العمل السياسي من دون الحصول على ضمانات، خصوصا أن التحاقه بالشرعية بات أمرا محفوفا بالمخاطر في ظل وجود الأعداء التقليديين لوالده وفي مقدمتهم حزب الإصلاح الذي قاد احتجاجات الشارع التي انتهت بتخلي صالح عن السلطة وإقالة معظم المقربين منه وحل الحرس الجمهوري الذي كان يقوده أحمد علي.

ولفت مراقبون سياسيون إلى أن استدعاء إخوان اليمن لذات الخطاب الإعلامي والسياسي الذي انتهجوه في العام 2011 وما تلاه، مؤشر على تمسكهم بمواقفهم القديمة من صالح وأقاربه وحزبه بالرغم من التحولات التي عصفت بالبلاد ورغبة التحالف العربي في تكوين جبهة واسعة في اليمن لمواجهة المشروع الإيراني.

وأضاف المراقبون أن حزب الإصلاح بات يشعر بأنه الطرف السياسي الوحيد في شمال اليمن الذي يمتلك القوة السياسية والعسكرية التي تمكنه من أن يكون الوريث لكل القوى اليمنية المتهاوية في الشمال بعد التحرير.

ويشترك الإخوان مع الحوثيين في السبب الذي دفع المتمردين للتخلص من صالح والعمل على إضعاف حزب المؤتمر الشعبي العام حتى يكونوا المهيمنين على ذات المنطقة الجغرافية التي ظلت تتنازعها ثلاث قوى رئيسية منذ العام 2011 وهي حزب المؤتمر بقيادة صالح والحوثيون وجماعة الإخوان.

وقال القيادي في حزب المؤتمر فهد طالب الشرفي إن ما ورد في حديث بن دغر “كان أهم حديث رسمي من الحكومة يتعلق بوضع المؤتمر ويضع رؤية واضحة لما تراه تجاه قضية هامة وحساسة بحجم استعادة وحدة المؤتمر لينهض بمسؤولياته الوطنية في معركة الأمة مع التمدد الإيراني”.

وأشار الشرفي إلى أن الدعوة إلى الحوار مع قيادات المؤتمر “أثارت حفيظة الإخوان الذين يرون في ذلك فشلا لمشروع الربيع العربي الذي بني على عداء شخصي لصالح وعائلته وهو العداء الذي أطاح باليمن ودمر الدولة لأنهم جيروا مطالب الشباب واستغلوها للنيل، بدافع الحقد، من أسر معينة في النظام دون أن يكونوا صادقين في اتجاه التغيير”.

واستغرب المراقبون من تأييد الكثير من ناشطي الإخوان في اليمن وخصوصا المنتمين إلى ما بات يعرف بجناح إسطنبول لدعوة القيادية في حزب الإصلاح توكل كرمان لفتح صفحة جديدة مع الحوثيين بعد مقتل صالح وتدشين حوار معهم، في الوقت الذي عارضوا فيه بشدة أي حوار مع أنصار الرئيس الراحل وأقاربه، وهو الموقف الذي يربطه هؤلاء المراقبون باستراتيجية قطر الرامية للتقارب بين الإخوان والحوثيين على قاعدة العداء للتحالف العربي.

شارك

آخر الاخبار