اسرار اليمن | وقائع معركة قيفة تطرح علامات استفهام كبيرة حول العلاقات بين الحوثي و تنظيمي القاعدة وداعش.

وقائع معركة قيفة تطرح علامات استفهام كبيرة حول العلاقات بين الحوثي و تنظيمي القاعدة وداعش.

 

اسرار سياسية ، محمد عبدالله:

التقدم المتسارع لمليشيات الحوثي، والسيطرة الكاسحة لقواتها على مناطق القبائل في قيفة الواقعة شمال غربي محافظة البيضاء، خلال بضعة أيام، طرح علامات استفهام كبيرة حول العلاقات بين تنظيمي القاعدة وداعش من جهة، والحوثيين من جهة أخرى.

وأكدت مصادر ميدانية، ‏‏تمكن مليشيا الحوثي من بسط سيطرتها على قرى يكلا بما فيها جبل وبرة رمم والردة، في الوقت الذي تواصل تقدمها صوب قرى المشيريف (حصن التيوس ـ لملال ـ الاثيل) التابعة إدارياً ل‫ماهلي‬ة أولى مديريات محافظة ⁧‫مارب‬⁩.

ويجمع باحثون في شؤون الجماعات الجهادية، أن هذه المناطق، التي تمكن الحوثيون من بسط سيطرتهم عليها هذا الأسبوع، تعدها وكالات استخبارات عالمية أخطر بؤر التنظيمات الإرهابية في العالم؛ نظراً لاحتوائها على عدد من المعسكرات التدريبية لداعش والقاعدة أو ما يعرف محلياً بأنصار الشريعة.

فكيف تبخرت كل تلك المعسكرات خلال معارك الأسبوع الجاري، أو بمعنى أدق لماذا لم تحدث مواجهات بين الحوثيين وتلك التنظيمات؟!

عن طبيعة العلاقة بين الحوثيين والقبائل من جهة والحوثيين والقاعدة وداعش في محافظة البيضاء، يقول الباحث ماجد المذحجي، في تقرير نشره مركز صنعاء للدراسات، إن‏⁩ “استراتيجية الحوثيين‪ ‬في التعامل مع القبائل ⁦ ‪في البيضاء‬⁩⁦⁩ تقوم على عنصرين: حشد المؤيدين من بين القبائل (خاصة الهاشميين) وتكوين قبائل محايدة غير موالية لهم.

لكن بالمقابل، يلفت المذحجي إلى وجود اتفاق ضمني بين داعش والحوثيين لا يهاجمون بعضهم البعض ⁦‪في البيضاء‬⁩. وفي الوقت نفسه، العلاقة مع القاعدة لا تبدو مستقرة، رغم أن الحوثيين يميلون إلى تجنب استهدافها والتركيز على الحفاظ على الهدوء.

وشهدت المناطق المسيطر عليها مؤخراً من قبل الحوثيين، خلال الأشهر الماضية، مواجهات عنيفة بين تنظيمي داعش والقاعدة سقط جراءها عشرات القتلى والجرحى من عناصر الجانبين.

لكن مينا اللامي الصحفية في “بي بي سي” المتخصصة في شؤون الجماعات الجهادية، نقلت عن مصادر جهادية بارزة على الإنترنت قولها، الخميس، إن التنظيمين المتخاصمين وقّعا هدنة نادرة لمواجهة هجوم للحوثيين على مواقعهم في قيفة.

لكن اللامي تشير في الوقت نفسه إلى أن بعض أنصار داعش نفوا ذلك.

‏وأضافت، في سلسلة تغريدات على تويتر: في وقت سابق، أفاد أنصار القاعدة بقتال عنيف بين القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيين في قيفة، وسط صمت إعلامي مستمر من قبل وسائل الإعلام الرسمية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية على الإنترنت.

في غضون ذلك، نقلت عن وسائل إعلام رسمية تابعة لتنظيم داعش، بوقوع اشتباكات بين داعش والحوثيين في قيفة.

من جانبها، أوضحت إليزابيث كيندال المتخصصة في شؤون التنظيمات المتطرفة، أن ‏ما يسمى بداعش⁦⁩ في اليمن⁦⁩ ادعى وقوع هجمات طفيفة مختلفة على الحوثيين في قيفة.

ولفتت في تغريدة على تويتر، الخميس، إلى أن هذه الهجمات هي الأولى لهم منذ مطلع شهر أغسطس.

ورصدت كيندال 4 حوادث عنف مسلحة بين الجانبين منذ مطلع أغسطس أعلن عنها التنظيم داعش وهي كالتالي:

9 أغسطس إطلاق نار على سيارة على طريق بهران بقيفة.

‏11 أغسطس سلاح ثقيل استهدف مركبة للحوثيين قرب عنّه بقيفة وفي اليوم ذاته هجوم على موقعين للحوثيين في عنّه أسفر عن مقتل عنصر.

‏وفي 12 من الشهر ذاته وقعت اشتباكات أسفرت عن مقتل 3 عناصر حوثية.

ومنذ اجتياح الحوثيين أولى مناطق البيضاء في أكتوبر 2014م عقب توقيع اتفاق السلم والشراكة برعاية الرئيس هادي، شكك مراقبون في العناوين العريضة للمعركة والتي كان أبرزها تطهير المحافظة من “الدواعش”.

كما أشارت مصادر محلية إلى أنه كلما ضاقت الحلقة على الحوثيين عسكرياً في ميادين القتال بالبيضاء يسارع تنظيم القاعدة لارتكاب جريمة بحق المدنيين تكون بمثابة طوق النجاة للحوثيين ومبرراً لتجسيد أبناء القبائل للقتال في صفوفهم.

وهنا تجدر الإشارة إلى تقارير صحفية دولية تحدثت في مناسبات عدة عن الدور القطري المشبوه في تكوين معسكرات للقاعدة في تلك المنطقة النائية، وعن وجود اتفاقات خفية خدمة للحوثيين

شارك