اسرار | تعتيم ميليشيات الحوثي وراء كارثة تفشي فيروس كورونا

‏تعتيم ميليشيات الحوثي وراء كارثة تفشي فيروس كورونا

 

اسرار سياسية
أدى رفض المليشيات الحوثية الاستجابة للدعوات المتكررة من قبل منظمة الصحة العالمية ومنظمات دولية أخرى، للكشف عن حقيقة انتشار فيروس كورونا في مناطق سيطرتها، حتى يتسنى لها الاستعداد للتعامل مع خطر الفيروس، ويتمكن المواطنين من أخذ الحذر والحيطة والالتزام بطرق الوقاية، أدى الى هذا التفشي الكارثي للفيروس وسقوط مئات الضحايا، خاصة بعد ان اعتبرت المليشيات بأن الكشف عن ذلك “جريمة أمن قومي وخيانة”، الامر الذي أدى الى هذا الانفجار المخيف والمثير للقلق العالمي.
بينما أفادت تقارير حقوقية وشهادات مواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن المليشيات الحوثية تتعمد التخلص من المشتبه إصابتهم بكورونا من خلال حقنهم بالإبر السامة ودفنهم على طريقتها بدون السماح لأهاليهم بمعرفة زمان ومكان الدفن، كل ذلك يتم وسط تحذيرات من قبل منظمة الأمم المتحدة بأن النظام الصحي في اليمن منهار.
وبعد أن تفشى الفيروس وصار من الصعب التكتم على انتشاره، بررت المليشيات الحوثية جريمتها على لسان وزير صحتها المتوكل بأن كثير من دول العالم عمدت إلى التهويل والمبالغة في إجراءات المواجهة مما أضعف الروح المعنوية لدى مواطنيها وخلق حالة من الهلع والخوف والقلق والتي كانت أشد فتكا من المرض نفسه، بل وذهبت المليشيات بعيدا في تعاطيها المستخف بالعالم والعلم من خلال اتهام منظمة الصحة العالمية بإعطائهم محاليل مغشوشة.
وتسببت سياسة التعتيم التي تتبعها المليشيات إلى ارتفاع نسبة الكارثة وضعف احتمالية التمكن من السيطرة عليها، فنسبة الأعداد المنخفضة التي تعلن عنها المليشيات دفعت الصين والدول المانحة لدعم القطاع الصحي في مناطق سيطرتها وفقا للأعداد المعلنة والغير حقيقية وهو ما تسبب بعجز كبير في منظومة الصحة وقدرتها على التحمل في مواجهة الوباء، إذ أنها تستقبل في اليوم الواحد أعدادا كبيرة من المصابين أو المشتبه بهم وهو ما يفوق قدرتها الاستيعابية الضئيلة ، وستتفاقم المشكلة اكثر في المستقبل ، خاصة وان مؤتمر المانحين 2020م لليمن قد ناقش هذه المشكلة واحجمت بعض الدول عن تقديم مساعدات لمواجهة كارثة كورونا خشية من استيلاء الميليشيات عليها وحرمان اليمنيين منها .
المطالبة بإنهاء كورونا الحوثي
مع انتشار الرعب بين سكان العاصمة صنعاء، ليس من الإصابة بالفيروس وحسب، ولكن من التدابير الحوثية المتبعة، تعالت أصوات مطالبة بالتحقيق بجرائم مليشيات الحوثي بحق المصابين والمشتبه بإصابتهم وأهاليهم والتضليل حول المعلومات الحقيقة لانتشار الفيروس ما تسبب بتفشيه بصورة مرعبة، محملين المليشيات المسؤولية الكاملة عن تفشي الفيروس بسبب تسترها على المعلومات الحقيقية ما أدى الى انتشاره بشكل كبير في محافظتي صنعاء وإب، كما دعا ناشطون وحقوقيون الأمم المتحدة لتحقيق محايد حول حقن المليشيات الحوثية للمشتبه بإصابتهم بكورونا بحقن قاتلة.
وفي خضم ذلك، دعت منظمة “سام” للحقوق والحريات –ومقرها جنيف- المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والعاجل لإنقاذ اليمن من كارثة محققة قد تحوّل البلد إلى بؤرة لموجة خطيرة من تفشي جائحة كورونا، سيما وأن سوء الأوضاع الأمنية يزيد من تعقيدات اجراءات المكافحة، مضيفة أن جائحة كورونا تحوّلت في مناطق سيطرة الحوثي إلى ملف أمني، حيث منحت أجهزتها الأمنية سلطة التتبع والاعتقال والبلاغ والحجر بعيدا عن المؤسسات الصحية، مما يشكّل قلقاَ على حقوق الإنسان.
يذكر بأنه بدأ انتشار فيروس كورونا في مناطق سيطرة الحوثيين منذ نحو ثلاثة أشهر، وتسربت معلومات تفيد بأن أول المصابين بالفيروس هم قيادات حوثية عادت إلى صنعاء قادمة من إيران عبر طائرة تتبع الأمم المتحدة، وهؤلاء العائدون اختلطوا بمرافقيهم وبأقاربهم، كما اختلطوا بمجندين في صفوف المليشيات في المراكز المخصصة لإقامة دورات طائفية، ومع تسرب هذه المعلومات فرضت المليشيات الحوثية تكتما إعلاميا على انتشار الفيروس، حتى لا تتحمل مسؤولية انتشاره في مناطق سيطرتها.
وفي 5 مايو، أعلنت المليشيات وفاة مواطن صومالي في أحد فنادق العاصمة صنعاء بسبب فيروس كورونا، وذلك للإيحاء بأن سبب وصول الفيروس إلى صنعاء هم أجانب من الصوماليين وليس قادة المليشيات العائدين من إيران ومرافقيهم ومراكز إقامة الدورات الطائفية. وللمزيد من التضليل، أعلنت المليشيات، في 9 مايو، عن حالة إصابة ثانية مؤكدة بفيروس كورونا لمواطن وصل من مدينة عدن إلى صنعاء، وأنه يتلقى العناية الصحية في مستشفى الكويت..

شارك