فسوة معمرية مجيفة

 

فيصل الصوفي

علي المعمري قرع الأجراس ليلفت انتباه الرئيس هادي، والتعزيين إلى كارثة وشيكة في تعز.. الكارثة تتمثل في عملية توطين لإحداث تغيير ديمغرافي، والتأثير في تركيبتها السكانية، حسب قوله.

عضو في مجلس النواب يمثل الشعب، ويقول لك: في مواطنين شماليين جاءوا يسكنون في غرب تعز، وبعض منهم استأجر بيوت سكن في التربة.. يا لها يا تعز من كارثة قد حاقت بك برجل مثل هذا!

طائفي ومناطقي يحث التعزيين أن يصبحوا طائفيين وعنصريين، وهم نحو خمسة ملايين.. منتشرون في كل مدينة ومحافظة، في الشمال والجنوب والشرق والغرب والوس.. أما ترون أن هذا كارثة معمرية حقيقية، قد حدثت بالفعل؟

تصوروا، تعزي عنصري طائفي مناطقي، بينما مصلحته تقتضي أن يعمل طبيباً في الجوف فيقول لأهلها لا نقبل جوفياً في تعز.. أو بنّاء في المهرة ويقول للناس هناك أنتم غير مقبولين في تعز كي لا تغيروا تركيبتها السكانية النقية.. أو مهندس في المحويت ويسمي المحويتي في تعز مستوطناً.. أو محلوي في الضالع ويتعامل مع الضالعي في تعز كغريب وطارئ ديمغرافي.. هل هذا يخدم تعز ومصالح الخمسة ملايين الذين يُحسبون عليها؟ وفي الحقيقة نصف هذا العدد تقريباً ولد خارج محافظة تعز، ولدوا حيث أقام ويقيم آباؤهم وأمهاتهم التعزيات في شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط اليمن.

علي المعمري عضو في مجلس النواب، أي يمثل الشعب، ويقول لكم في ناس قدموا من محافظات شمالية إلى غرب تعز… كارثة.. عنده هذه كارثة ديمغرافية، وتغيير في التركيبة السكانية، وأن هذا الأمر لا يقبل الصمت، لذلك فساء الفسوة التي ما تزال مجيفة في الأسواق، وشمتها قناة الجزيرة القطرية، وحتى قناة العالم الإيرانية شمتها وأشارت إلى فسوة القيادي الذي وصفته بالمرتزق.. وزيادة على ذلك تولى إعلام جماعة الإخوان المسلمين، التي تنادي بدولة إسلامية تضم كل أقطار المسلمين، كبر الفاحشة أو الفسوة المعمرية! ولا عجب من ذلك، فالمعمري وأصحابه لديهم استعداد كامل مكمل للإضرار بالتعزيين في سبيل إرضاء قطر، وإرضاء تركيا، خاصة عندما يحشرون دولة الإمارات في كل شيء لا علاقة لها به.

خلاصته.. هي فسوة معمرية منتنة، وقد فهمنا من مقاله أنه لما فساها في آذان رشاد العليمي، وعبدالملك المخلافي، ومحمد المخلافي وحمود الصوفي، ومصطفى النعمان، وسلطان البركاني، ونبيل شمسان.. هربوا منها.

على أن علي المعمري هذا، عمل محافظاً لمحافظة تعز مدة عامين تقريباً، وهي أطول من الفترات التي أمضاها محمود وشمسان في هذا المنصب، ومع ذلك لم يصنع للتعزيين جمالة صغيرة، ولا عرف مدينة تعز حتى، وكان وما يزال يتعيش بالريال القطري والليرة الأردوغانية والدولار الأميركي، ثم يصعب: كارثة وشيكة، ثمة غرباء قدموا من الشمال إلى التربة واستأجروا بيوتاً للسكنى بالعملة الصعبة! تفوه.. تفوه.

شارك