اسرار “عسكرية”| متاهة العسكرية الخامسة و (انتصارات) يحيى صلاح.. من ميدي وإليها !

يحيى صلاح قايد المنطقة العسكرية الخامسة

متاهة العسكرية الخامسة و (انتصارات) يحيى صلاح.. من ميدي وإليها !

أمين الوائلي :
للعام الثالث (على الأقل) توالياً، وألوية المنطقة العسكرية الخامسة، تواصل التقدمات والانتصارات العريضة، داخل وضمن نطاق مساحة الـ 25 % نفسها من إجمالي مساحة جغرافيا ومسرح عمليات المنطقة، في شمال غرب اليمن بمحاذاة أقصى شمال الساحل الغربي عند ميدي، وهي ذات المساحة التي تمثلها ميدي المدينة المدمرة والمحررة من حجة.

ويبقى الأمر على ما هو عليه، هكذا وعلى ذات المنوال، مع توالي العمليات والإعلانات المتجددة والمعادة بشأن؛ تقدم جديد.. وتحرير قرى جديدة.. في كل مرة وإعادة وقبل أو بعد كل عيد.

لم تتجاوز العمليات المتكررة صندوق ميدي وتخومها، والربع المحرر دائماً من جغرافيا ومسرح عمليات المنطقة العسكرية الخامسة بقيادة يحيى صلاح، الذي استنفد عملياً، وبصورة نازفة، رصيد السمعة والمصداقية عند نزيف دماء ومقاومة حجور والحجوريين تحت سمع وبصر ألوية العسكرية الخامسة وخذلان قائدها الذي رفض التدخل لإنقاذ أو إسعاف أو إمداد مقاومة حجور الباسلة والمدنيين المغدورين والمتروكين.

قبل بضعة أشهر وعقب فضيحة (جريمة) ترك حجور وخذلان الحجوريين، نفذت المنطقة فاصلاً تنشيطياً لأيام باتجاه قرى بني حسن، وتوالت الأخبار والإعلانات حول انتصارات وتقدمات جديدة.

من ميدي وإلى ميدي تبدأ وتعود.. لتبدأ مجدداً.

ومجدداً، أعلنت (أمس) المنطقة العسكرية الخامسة عن عملية عسكرية حررت قرى وأراضيَ، وحققت تقدماً كبيراً (في ميدي). والواضح هو أن قيادة التحالف العربي لم يعجبها البيات المزمن فضغطت على المنطقة العسكرية لتحريك دولاب العمليات، وتحرك.. لكن لا جديد أبعد من أو خارج صندوق ميدي ودون حرض التي كلما قيل أوشكت القوات على اقتحامها وأطبقت عليها عادت قوات منطقة يحيى صلاح إلى اجتراح إعلانات وانتصارات في ميدي وآخرها أمس.

من شاكلة موسمية استكمال التحرير، كما في تعز، قبيل العيد (السعيد) استخلاصاً لمقرر دعم وميزانية تمويل معايدات مالية (سعيدة).

تبقى ثلاث مديريات (في الواقع وبدقة أكثر مديريتين وبعض الثالثة) فقط محررة من نحو 30 مديرية في حجة، وبقي ما يقارب 97 بالمائة منها تحت سيطرة الحوثيين. والعجيب أن انتصارات وتقدمات العمليات التي تعلنها وتعلن عنها العسكرية الخامسة لم تفلح أبداً في تغيير وكسر هذه المعادلة الثابتة كالقاعدة الرياضية.

اللافت في إعلان العسكرية الخامسة بالأمس، هو خبر اتصال وتهنئة قائد القوات المشتركة الأمير فهد بن تركي وإشادته “بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش بالمنطقة العسكرية الخامسة” بحسب ما عمم مركز إعلام الخامسة ويحيى صلاح.

وقال الخبر “أشاد قائد القوات المشتركة بالتحالف العربي الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز بالانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات الجيش الوطني بالمنطقة العسكرية الخامسة بقيادة اللواء الركن يحيى حسين صلاح قائد المنطقة.”

متابعاً: “جاء ذلك في اتصال هاتفي أجراه الأمير فهد بن تركي بقائد المنطقة الخامسة اللواء الركن يحيى صلاح أشاد فيه بالانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات المنطقة صباح اليوم في مزارع النسيم الواقعة بين مديريتي ميدي وحرض شمال محافظة حجة.”

والقصد هو أن مسرحية الانتصارات الجديدة يهديها البطل يحيى صلاح لقائد القوات المشتركة، وهي ضمن حدود ميدي وبمساحة 6 كم صحراوية وزراعية تتخللها مزارع النسيم وبضع تجمعات سكنية صغيرة. ويروج إعلام المنطقة لهذه الجولة والتمشية العيدية باعتبارها انتصارات جديدة وتقدمات استحق عليها إشادة قيادة التحالف (..) وكل عام والجميع بخير.

وزاد الخبر “وقدم قائد المنطقة للأمير عرضا مفصلا بحجم الانتصارات والقرى والمواقع التي حررتها قواته خلال ساعات الماضية.”

وأتبعتها إعلامية المنطقة الخامسة أيضاً بإعلان جديد وخبر لاحق، يعلن “حققت قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الخامسة انتصارات واسعة صباح اليوم، بتحرير أكثر من عشرة كيلو مترات من مزارع النسيم”!

كانت مزارع النسيم حررت في الخبر الأول، وضمن 6 كم. وفي الخبر الثاني يقال تم تحرير 10 كم من مزارع النسيم (أي من جملة 6 كم)!

سوف تتمدد مزارع النسبم تباعاً حتى تصير بحجم ميدي نفسها ربما، ليعاد تحرير ميدي مجدداً كانتصارات جديدة لقوات منطقة القائد يحيى صلاح الذي “قدم عرضاً مفصلاً” لقائد القوات المشتركة بانتصاراته في مزرعة النسيم بميدي. قبل أن تضاف إليها في الخبر التالي لازمة مكررة، قطع خط ميدي – حرض، وهو الآخر أعلن مراراً وتكراراً عن انتصارات متمثلة في قطعه، وكأنها المسرحية نفسها بتكرار ممل ورتيب.

وإلى مزرعة النسيم تحدث إعلان انتصار ثان عن مزارع الخضراء والحاشدي والمراني والخميسي وبني عاتي وبضعة تجمعات سكنية يفضل أن يطلق عليها قرى.

وليس أدهش من الانتصارات إلا تصريح “اللواء الركن يحيى صلاح أن المنطقة الخامسة أصبحت تجتاز دفاعات العدو، وتنفذ عمليات هجومية باستمرار، مبشراً بمزيد من النصر”!!

بعد هذه السنوات يعلن قائد منطقة عسكرية قوامها عدد من الألوية المقاتلة وآلاف الجنود والضباط وترسانة عتاد وأسلحة ودعم سخي من التحالف، أن قواته أصبحت تجتاز دفاعات العدو (عناصر مليشيا الحوثي) وبشَّر بالمزيد من الانتصارات.

قيادة التحالف والقوات المشتركة أمام تحد حقيقي لتغيير خطة اللعب وإبطال سحر المسرحيات السنوية والدورية لانتزاع مزيد من الميزانيات والأموال باسم عمليات وانتصارات لا تنزع شبراً واحداً خارج صندوق ميدي ومساحة 20 % التي تمثل حدود العالم بالنسبة للقائد يحيى صلاح وقائده اللواء النائب.

شارك