اسرار | حراس الجمهورية.. عدالة القضية وكارزمية القائد

شاهد.. طارق صالح يشهد عرضا عسكريا وتدريبات حية لحراس الجمهورية - وهذا ما قاله| صور

حراس الجمهورية.. عدالة القضية وكارزمية القائد

 

عبدالله الإرياني:

منذ انقلابها في الـ 21 سبتمبر 2014م على الدولة والمجتمع اليمني، هيئ للحوثية أنها ستبتلع الوطن وأنها ستُخضع لإرادتها الشعب اليمني ولن يكون هناك من يقف في وجهها، خصوصاً بعد اندلاع شرارة انتفاضة الثاني من ديسمبر التي أتت نتيجة إجحاف الحوثية بحق الوطن والمواطن والتي استشهد فيها الزعيم الخالد ورفيقه المخلص عارف عوض أولئك الرجال الأحرار الذين سطروا أنصع صور الذود عن الوطن حتى استشهدوا رحمة الله تغشاهم جميعاً.

بعد ديسمبر تهيأ للحوثية بأنها تخلصت من أي قوى يمكن تقاومها فتنفست الصعداء باغتيال الزعيم وظنهم بإخماد شرارة انتفاضة ديسمبر، فهرعت تمارس أبشع صور الانتهاك والتنكيل بالوطن وأبنائه في كل المناطق التي ترزح تحت وطأة انقلابها، ظناً منها أنها استأثرت بالوطن وأن أبناءه أصبحوا خاضعين، وأن لا وجود لنفس واحد يتلفظ المقاومة ، فكانت الصدمة لهم التي لم تكن بحسبانها، ظهور سليل حمير العميد طارق صالح الذي ظنوا في لحظة غباء سلالي أنهم قضوا عليه فظهر يصدح بحنجرته عبارات الإباء المعهودة حاملاً لواء المقاومة الوطنية.

نعم ظهر العميد المقاوم مؤكداً على العهد الجمهوري، متمسكاً بالوصايا الخالدة حاملاً تضحيات الشهداء ومظلومية الشعب والانتصار لهم على عاتقه، وكعادتها تصدرت أبواق الحوثية صفحات الإعلام ساخرة من ظهوره تارة، وأخرى كيل التهم وشن الحملات التشويهية، إضافة إلى استخدامها ورقة المعتقلين ومنهم (عفاش طارق ومحمد بن محمد) كورقة ضغط على العميد لثنيه عن أي تحرك مقاوم، فأتاهم رده المزلزل “الوطن أغلى والميدان أبقى ولن تكون دماؤهم أغلى من تلك الدماء الزكية التي غسلت تربة الوطن”.

أعلن القائد في الـ 19 من أبريل 2018م انطلاق قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية – بعد أن ظهرت بعد أسابيع بجاهزية أرعبت العدو- لخوض أولى معارك تحرير الوطن، واتخذت من الساحل الغربي هدفها الاستراتيجي الأول ومن تحرير أرض المخا أولى معاركها، لم يكن اختيار معركة الساحل الغربي ارتجالياً إنما كان اختيارا مدروسا بأبعاد حيوية استراتيجية وجيوسياسية لأسباب عدة تتجمع بمجملها حول مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل أهمية استراتيجية في الصراع القائم بين محور الوطن (حراس الجمهورية) وأجندة إيران في اليمن (ميليشا الحوثي) والأطماع الدولية.

خلال عام منذ 19 أبريل 2018م وشباب اليمن الحر يتوافدون من كل حدب وصوب تلبية لنداء الوطن، فتعاظمت قوات حراس الجمهورية رغم كل محاولات وعراقيل الحوثية للحيلولة دون بلوغهم وجهتهم إلا أنهم بلغوها بكل عزم واقتدار، فخاض حراس الجمهورية معارك الوطن ابتداء من المخا، محققة مع المقاومة المشتركة الانتصارات تلو الانتصارات، فكان لهم شرف تحرير بعض المديريات في محافظة تعز وفتح أبواب الخوخة، ثم الإعداد والتجهيز لمعركة المقاومة الكبرى والتي لم يكن بحسبان العدو ضراوتها ووطأتها على أطماعهم ومخططهم.

نعم شكلت عدالة القضية واستراتيجية المقاومة وكارزمية القائد عناصر استقطاب ساعدت على بناء القوات بزمن قياسي فاق كل التوقعات، فالكثير عند سؤاله لماذا طارق ..؟ يأتيك الجواب: أن تعمل في ظل قيادة تشربت الوطن ومعاني الإباء والتضحية وتمرست على فنون القيادة واستراتيجية الإدارة بمعايير إنسانية ووطنية أشرف بكثير من الخوض في مشاريع لا تعرف سوى أساليب العبث بغير حساب تحقيقا لمصالح ضيقة.

وبينما كانت الحوثية تضلل وتعتم بكل ما أوتيت من قوة عن انكساراتها في الساحل الغربي، وإظهارها لنفسها بمظهر المنتصر، كان حراس الجمهورية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية يطرقون أبواب مدينة الحديدة معلنين عزمهم فتحها، فشعرت الحوثية بقوة الضربة التي جعلت صراخها يبلغ أرجاء المعمورة وسمع دويه كل إنسان، وتجلى للقاصي والداني انتصارات الحراس وانكسارات المليشيات، فهرعت الأمم المتحدة كعادتها عبر مبعوثها الأممي لإنقاذها وتخفيف وطأة المعركة عليها من خلال هدنات واهية وجولات حوارية هزيلة، إلا أن ذلك لم يثنِ حراس الجمهورية وقائدهم عن تحقيق تقدم عسكري يقود لعمل يكون أعظم وأقل تكلفة وخسائر بالأرواح والبنى، فكان التقدم للمقاومة المشتركة صوب المدينة حتى أصبحوا على مقربة من الميناء عصب حياة الوطن وشريان غذاء الميليشات.. فانكشف الدعم الدولي الخفي للميليشات بشكل قرارات ومبادرات تدعو للسلام، ولأن حراس الجمهورية حراس سلام استجابوا له ولكونهم جنود وطن التزموا به.

عام كامل كان حافلاً بأحداث عدة متباينة ومتوافقة ومختلفة أيضاً لكن أهمها وعاملها المشترك هو ضرورة الانتصار للوطن وتحريره من ميليشيات الانقلاب، فكانت ولادة مقاومة الوطن وقائدها الملهم، بالمقابل تكشف الوجه الشيطاني للرعاية الدولية لمخطط تدمير الوطن عبر أدوات طفلها المدلل وحركته التدميرية.

إنه وفي مثل هذا اليوم من الصعب بل من المستحيل أن تضمّن انتصارات عام من ولادة حراس الجمهورية واختزالها بعدة أسطر، فتلك البطولات تحتاج إلى أبحاث مستفيضة في عدالة القضية وكارزمية القائد، ففي هذا العام من عمر المقاومة حراس وعمالقة ومقاومة تهامية ولدت أحداث وماتت أحداث أيضا.. ولدت بطولات، وصنعت قيادات، بالمقابل وحدثت انكسارات وأزهقت أرواح قيادات حوثية قصمت ظهر الحركة وجعلتها تتخبط..

في آخر مقالي هذا أتساءل عن استراتيجية حراس الجمهورية للمرحلة القادمة؟؟ وأستعجل الرد وأقول: عام جديد من الانتصارات يفوق سابقه أثراً وتأثيراً.

نرفع أسمي آيات العرفان لحراس الجمهورية أفرادا وصفا وقيادات جنودا وإعلاميين وفنيين بشكل عام وللعميد ورفاقه قيادة العمالقة والمقاومة التهامية بشكل خاص، ننحني أمامكم إجلالاً وإكبارا، ونشد على أيديكم جميعاً فجبال الوطن ووديانه وسهوله وأبناؤه يتوقون لعناق كل فرد فيكم وتقبيل خطاكم الطاهرة، ويأملون نصرا من الله وفتحاً قريب…

المجد والخلود للشهداء، الشفاء العاجل للجرحى، النصر لقضية امتنا، لا نامت أعين الجبناء…

 

شارك