اسرار| تعميق الكارثة وإطالة المعاناة.. غريفيت مجدداً في صنعاء

A soldier stands on a hill overlooking a petrol station one day after the station was hit by air strikes in Sanaa, Yemen May 27, 2018. REUTERS/Khaled Abdullah

تعميق الكارثة وإطالة المعاناة.. غريفيت مجدداً في صنعاء

(تحركات مشبوهة.. مراوغة حوثية.. والبركاني: بداية غير موفقة)

#اسرار_سياسية – مهدي العمراني :
إلى العاصمة صنعاء وصل المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيت، يوم الأربعاء، في جولة مباحثات جديدة لحل الأزمة ووقف العمليات العسكرية المحتدمة في جبهة الساحل الغربي تحديداً، وسط اتهامات للأمم المتحدة بالرغبة في إطالة أمد الحرب وتأجيل عملية الحسم العسكري في محافظة الحديدة، وهو ما يعني منح المليشيا الانقلابية فسحة زمنية إضافية لترتيب أوراقها مجدداً وإطالة أمد المعاناة الإنسانية لسكان محافظة الحديدة واليمن بشكل عام.
وحسب مصادر سياسية مطلعة في صنعاء، فمن المقرر أن يلتقى المبعوث الأممي في صنعاء قيادات المليشيا الحوثية، للاستماع إلى ردودهم المتعلقة بمبادرته الأخيرة، التي قدمها للأطراف اليمنية بخصوص الوضع في الحديدة، ووصل غريفيت صنعاء قادماً من الرياض، والتي التقى فيها، يوم الأحد الماضي، أحمد عبيد بن دغر، ومسؤولين آخرين سلّموه ردّ حكومة هادي حول رؤيته للوضع في مدينة الحديدة.

انسحاب من الحديدة
وفيما تتكتم مليشيا الحوثي في صنعاء على مضامين مبادرة المبعوث الأممي، كشف وزير خارجية هادي، خالد اليماني، أن مبادرة غريفيث تتكون من 3 نقاط رئيسية، موضحاً في تصريحات صحافية يوم الثلاثاء، أن “النقطة الأولى تتمثل في الانسحاب الكامل من الحديدة مقابل إحلال قوة من وزارة الداخلية اليمنية محل المليشيات الحوثية”، مشيراً إلى أن النقطة الثانية تتعلق “بتحويل موارد ميناء الحديدة إلى البنك المركزي في الحديدة، تحت إشراف البنك المركزي للحكومة الشرعية في عدن”، وحسب اليماني فقد تضمنت النقطة الثالثة في مبادرة المبعوث الاممي، “إدخال مراقبين من الأمم المتحدة للمساعدة في تحسين أداء الموانئ والتحقق من أنه لا يتم فيها انتهاك المادة 14 من قرار مجلس الأمن رقم 2216 الخاصة بإجراءات حظر توريد الأسلحة”.

مراوغة حوثية

 

المليشيا الانقلابية استبقت زيارة المبعوث الأممي، بتسريب رد (غير رسمي) لهم على مبادرته، في هيئة دعوة بلسان رئيس ما يسمى لجنتها الثورية، محمد الحوثي، الذي دعا “إلى إعادة البنك المركزي اليمني إلى العاصمة صنعاء، ضامناً بذلك تسليم مرتبات كافة موظفي الدولة في البلاد”، وقال الحوثي في تغريدة على حسابه بـ”تويتر” أعيدوا كل الإيرادات التي تحت تصرف “المرتزقة” إلى البنك المركزي اليمني بصنعاء وأنا أضمن صرف المرتبات، مؤكداً أن الشعب اليمني لا يحتاج للقرض من البنك الدولي ولا إلى غيره. وذكّر الحوثي حكومة هادي بتعهداتها بصرف الرواتب بمجرد موافقة دول مجلس الأمن على نقل البنك، وطباعة العملة بروسيا واستلام وديعة سعودية.

البركاني: بداية غير موفقة

‏وفي تعليقه على تحركات المبعوث الأممي، اعتبر القيادي المؤتمري الشيخ سلطان البركاني، أن ذهاب المبعوث الأممي إلى صنعاء أو إلى عدن دون مشروع واقعي يدل على بداية غير موفقة. وأضاف الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر، “حالة اللا حرب واللا سلم التي أوصلنا إليها المبعوث الأممي الجديد تعمق الكارثة”، مشيراً إلى أن اعتماده على جنسيته لإنجاح مهمته لا يعول عليه، وقال البركاني، “الشعب اليمني يدفع ثمن تجارب وأخطاء المبعوثين الدوليين ومعاناته تكبر يومياً”.

تحركات مشبوهة
ويرى مراقبون وسياسيون، أن المشكلة الرئيسية في اليمن هي في أطراف الصراع، ومهمة أي مبعوث دولي هو تقريب وجهات النظر وإيجاد حلول للأزمات الإنسانية أو محاولة عدم وقوعها وليس حل المشكلة، وأن الحل يكمن فقط بيد أطراف الصراع.
ويعتقد الناشط السياسي محمد القادري، أن الأمم المتحدة، وانطلاقاً من تحركاتها الأخيرة، تسعى لأن تكون وصية على اليمن وليست وسيطاً، واتهم الأمم المتحدة بالانحياز للحوثي، وقال: “الأمم المتحدة ظلت طيلة الفترة السابقة وحتى اليوم تعمل كل ما يخدم الحوثي والانقلاب في اليمن، وأنها تستخدم مطار صنعاء لتقديم الدعم المالي والعسكري للحوثي”، وذلك تعليقاً على تحركات وصفت بالمشبوهة للطيران الأممي بمطار صنعاء الدولي خلال الأسبوع الماضي.

 

المصدر نيوزيمن

شارك