#البكاء_على_اليمن_المنهوب.. فتحي بن لزرق : في الذكرى السابعة لأحداث 2011 يحتاج “اليمنيون” كافة ان يقفوا مطولا مع اليوم الذي نهضوا فيه بأياديهم لا بأيدي غيرهم ليخربوا بلادهم

#البكاء_على_اليمن_المنهوب.. فتحي بن لزرق : في الذكرى السابعة لأحداث 2011 يحتاج “اليمنيون” كافة ان يقفوا مطولا مع اليوم الذي نهضوا فيه بأياديهم لا بأيدي غيرهم ليخربوا بلادهم.. #اسرار_سياسية

#البكاء_على_اليمن_المنهوب

فتحي بن لزرق:

كانت الأجواء باردة وأضواء خافتة تحيط شوارع ممتدة في محيط مدخل شارع الجامعة بصنعاء حينما كنت اسير برفقة صديقي العزيز “ماجد الشعيبي”في طريقنا إلى وسط “الساحة”.
كان الوقت يومها أواخر ابريل من العام 2011 ، كنت انا القادم من عدن صوب صنعاء لمشاهدة ساحة التغيير وثوارها ، تجولت يومها داخل الساحة واستمعت لعشرات الخطابات التي تحدثت عن “اليمن الجديد”.
وقفت وسط مجموعة من الثوريين احكي لهم عن ثورتنا في “عدن” ..
سمعت الكثير من الخطابات التي بشّرت بولادة الواقع الأفضل ،الواقع الذي تتحقق فيه الأحلام دونما “عناء يذكر”.
في الذكرى السابعة لأحداث 2011 يحتاج “اليمنيون” كافة ان يقفوا مطولا مع اليوم الذي نهضوا فيه بأياديهم لا بأيدي غيرهم ليخربوا بلادهم كان المشهد مخيفا ومظلما .
اليوم الذي انهالت المعاول وكانت “يمنية” صرفة لتنال من جسد هذه البلاد ، كان المشهد يشبه مقطع يوتيوبي لجمل ينحر ، يجاهد لأجل الوقوف ودماء غزيرة كانت تنسكب من جسده وكذلك كانت اليمن تحاول الوقوف والصمود وفي كل مدينة كانت الشوارع تشتعل نارا وجحيما، تصيح اليمن في أبنائها ولا شيء يعلو إلا صوت “الجنون” .
كان ثمة قلائل من الناس يصرخون “لاتخربون البلد” لكن لامستمع لكل ناصح وهذه البلاد كتب لها انها لاتسمع إلا بعد وقوع “المحظور” .
امتدت يدهم ذات يوم لتقطع تيار كهربائي متصل وتعطيل إمدادات مياه وتدمير جيش ضخم وكسر امن مستتب وتوقيف صرف مرتبات لم تتوقف قط على مدى عقود!! .
قالوا للشعب اننا نثور ضد “الحكم العائلي”..
كانوا يحملون بواقع أفضل وغد أجمل لكن لاشيء من هذا لم يأت أبدا، لقد باعهم الساسة وهما وتاجروا بهم وباعوهم بسوق نخاسة سياسي سيء .
في الـ 17 من فبراير 2011 حملت كاميرتي وانطلقت مطاردا محتجين انتشروا بالشارع الرئيسي بالمنصورة ،أضرموا النار في إطارات تالفة واحرقوا سيارة النظافة ورشقوا مركز الشرطة بالحجارة ،شاهدت يومها مالك مكتبة صغيرة بركن ساحة الرويشان يقوم على عجل بتفكيكها .
كان المشهد صادما ،كنت مواظبا على شراء الصحف منه اقتربت منه وسألته :” إلى أين يارجل؟
التفت ناحيتي وبنظرات حزينة قال :” ضاعت البلد يافتحي ولن يعود شيء مثلما كان .
غادر الرجل “عدن” واختفى ولم أراه من يومها وحتى اليوم وكل مامررت من المكان تذكرت كلماته ، لم يكن سياسيا كان مواطنا عاديا لكنه استشعر خطورة مايحدث.
في اليمن وبلدان الربيع العربي الأخرى كانت الشعارات واضحة لكن الشعب “أعمى”:” في صنعاء وعدن قالوا لادراسة ولاتدريس حتى يسقط الرئيس وهتف آخرون قائلين :” الشعب يريد إسقاط النظام .
وبعد سنوات قليلة سقط النظام وغاب التدريس وسادت حالة من الجهل والفوضى والدمار.
على طول شوارع طويلة في عدن وصنعاء والحديدة والمكلا وتعز هتف اليمنيون ذات يوم بسقوط “الجيش” الذي لم يكونوا يعرفون عنه سوى انه “جيش يمني” .
وبعد 7 سنوات من الحدث سقط “الجيش” ولم يعد هناك من جيش وكل ماتبقى ميليشيا تجوب الشوارع المظلمة قال كل طرف عنها انها “جيش وطني” .

بشارع الجامعة بصنعاء وعدت “توكل كرمان” الآلاف من الناس بواقع جديد وحياة أفضل وبعد 7 سنوات من ذاك الوعد تتوسد “كرمان” وسادتها المثيرة بفيلتها الضخمة بضواحي اسطنبول وكل ماتفعله ان تغرد من هاتف ( (note 8 تغريدات غير متصلة باي واقع.
عشية الذكرى السابعة لوعدها تلتقط “كرمان” هاتفها النقال وتبدأ بكتابة نص تغريدة في ذكرى الوعد.
تستهل كرمان تغريدتها :” سنظل أوفياء لثورتنا المجيدة لأجل حياة أفضل لشعبنا العظيم .
يرن هاتفها وتظهر على واجهته رسالة إشعار نصية مفادها :” تم التحويل إلى حسابك مبلغ وقدره عبر بنك قطر ..
تبتسم “كرمان” وتكمل تغريدتها :” ثورتنا متواصلة ..
وبعد 7 سنوات من كل ماحدث لم يتغير شيء في “اليمن” كل ماحدث هو ان حياة كرمان والمئات من السياسيين تغيرت صوب الأفضل ،فقد اليمنيون عاصمتهم وتشظى الوطن وتغول الحوثيون وبات اليمنيون ككل غرباء في بلادهم .
فقد “اليمنيون” اعمالهم وفقدوا وطنهم وامنهم وكل شيء وباتوا مشردين بين مدن الداخل وعواصم العذاب والهوان الخارجية .
لم يكن “علي عبدالله صالح” على كل حال خيارا جيدا لكنه الأقل سوأ ،أدار البلد بالكثير من المتناقضات ومضى فيما يشبه سائق يقود شاحنة ضخمة يصدم بها كل جانب لكنها كانت تمضي ولم تتوقف.
وسط الشيخ عثمان وعلى ظهر طاولة خشبية يتسامر العشرات من العدانية كل مساء يصرخ الكثير منهم لاعنا “علي عبدالله صالح” لكنهم جميعا يتفقون ان حياتهم في عهده كانت أفضل يحدث هذا بعد 7 سنوات كاملة على مشهد احتراق مؤسسات حكومية في نفس هذه الذكرى .
والحقيقة التي نقف اليوم لنعترف بها ان “علي عبدالله صالح” رحل عن السلطة بعد كل هذه الأحداث وسلم من بعده دولة بكل ماتحمله الكلمة من معنى .
وان كذب الآخرين بقولهم أنهم لم يتسلموا فوقائع الأحداث لاحقا أثبتت ان صالح رحل وترك لهم دولة تقاسموها واضاعوها ودمروها وافسدوها وسلموها للحوثي وفروا هاربين ، لم يكونوا مؤتمنين ابدا على حياتنا وعلى مصائرنا ابدا.
بعد 7 سنوات من هذه النكبة لايزال ثمة من يصر على ان نحتفل بهذه الذكرى وان نخرج إلى الشوارع لكي نحتفي بتدمير بلادنا .
غدا اشعلوا الشموع وابكوا طويلا على اليمن الذي اضعناه ذات يوم .
ابكوا الوطن الذي لم نحافظ عليه .
اعتذروا جميعا لليمن التي تشاركنا ذات يوم بنحرها.

#فتحي_بن_لزرق
10-فبراير-2018

شارك